في ليون* وكأنما كل الأشياء عادية .. - غير معروف

في ليون* وكأنما كل الأشياء عادية ..
 
 
 
حين دخلت ليون ..
فقدَتْ أصنامي ما تبقى من سمعها ¡
وملائكتي رمت بكل صلواتها إلى الجحيم ْ !
***
أضواء ليون ..
تذكرني دائماً بعاهتي المستديمة :
أني .. هامشُ وجود ¡
أني .. من خارج الجنة والحبْ !
***
في ليون ..
وكأنما كل الأشياء عادية ..
إلا الحبْ ..
للحب في ليون نكهة خاصة :
حرمانه في بلدي من حقه في الشمسْ !
***
ليون ..
التفرض علي احترامَها ¡
منذ نزوحي لعنفها ..
وهاتفي المحمول به نزلة صمتْ ¡
حين فكت عقدة لسانه ذات عفوْ ..
صرخ محتجاً :
ما الذي حدث ¡ هل زادوا في ثمن الحبْ ¿!
***
الجارة الأوربية التي تحتْ ..
لا ترد التحيةْ :
في سواد عيوني أشلاؤها القادمةْ !
***
الجارة الأوربية التي فوقْ ..
تدق سقفي بقدميها دقا ¡
تحتج قصيدتي في خجل : لا للإرهابْ !
***
ليون لها أجندتها ¡
أنا أيضاً لي أجندتي :
روح مشرعة على الدهشة ¡
رأس تئن من حمى الأسئلة ¡
وقصيدة عاهرة بلا رصيف ¡ بلا زبائنْ !
***
قصيدتي هذه العاطلة دوماً عني ..
لن أدعها تحتج كغيرها من العاطلين :
سأرميها في الرون* دون جبنْ !
***
وتقتحم أغنية شعبية خلوتي :
ثم في الشارع ¡
تحت النافذة ¡
خلف الضوء الأحمر ..
مهاجر يراوغ ليون ¡
يسرق من زمنها لحظة ¡
ويبعث لكِ قبلة º
تمازغا *.. أبلغكِ القبلة بنفس الجنونْ !
***
كل العواصم الأوربية ..
التي أقمت في مراياها ..
كانت تصرخ في وجهي باستمرار :
انظري ¡ هذا وجهكِ ..
لا يصلح لغير تشنجات القصيدةْ !
***
في غرفة المكتب ..
تفقد الحيطان كثافتها ¡
تحضر كل المدن بإشارة من القصيدة ¡
يتعرى العالم حد الاكتئابْ ¡
يفرك يديه ¡ من فرح ¡ عودُ ثقابْ ¡
وهناك ¡ أعلى في سقف القصيدة ..
ملائكة .. تبول من أتعس ضحكاتي !
***
كلما توغلتُ في الآخر ..
صرت أكثر إحساساً بي ¡
درس جميل تعلمه ليون !
اقتراحْ : على الشعب نفيُ كل الخونة ْ !
 
 
 
*ليون : مدينة ليون الفرنسية حيث أقيم حالياً.
*الرون : نهر يعبر من وسط ليون ويصب في البحر الأبيض المتوسط.
*تمازغا : التسمية الأمازيغية الأصلية لبلدان شمال إفريقيا .
© 2024 - موقع الشعر