في جِوارِكُم الذَليلُ - ابن زيدون

في جِوارِكُم الذَليلُ
وَحَدّي في رَجائِكُمُ الكَليلُ

نَصيبٌ مِن وِلايَتِكُم كَثيرٌ
وَحَظٌّ مِن عِنايَتِكُم قَليلُ

لَمُختَلِفانِ مِن حالَيَّ مَهما
أَجالَ الفِكرَ بَينَهُما مُجيلُ

أَتَحيا أَنفُسُ الآمالِ فيكُم
وَلي أَثناءَها أَمَلٌ قَتيلُ

وَأَعجَبُ حادِثٍ نَظَري لَدَيكُم
إِلى غَلَلِ النَجاحِ وَبي غَليلُ

وَقِدحي في وِدادِكُمُ مُعَلّىً
وَباعي في اِعتِمادِكُمُ طَويلُ

وَكائِن لي ثَناءٌ راحَ يَثني
إِلَيهِ العِطفَ مَجدُكُمُ الأَثيلُ

تُنافِسُهُ الرِياضُ مُنَوِّراتٍ
تَنَفَّسَ عَن نَوافِحِها الأَصيلُ

أَبا الحَزمِ الزَمانُ بِأَن تُثَنّى
إِذا عُدَّت فَواضِلُكُم بَخيلُ

عَلَوتَ النَجمَ إِذ مَلَّ المُساعي
وَحُزتَ الخَصلَ إِذ كَلَّ الرَسيلُ

رَأَيتُ الناسَ ما أَصبَحتَ فيهِم
بَلاءُ اللَهِ عِندَهُمُ جَميلُ

وَماءُ العَيشِ بَينَهُمُ فَضيضٌ
وَظِلُّ الأَمنِ فَوقَهُمُ ظَليلُ

وَلَو فَقَدوكَ لا فَقَدوا حَواهُم
مَرادٌ مِن زَمانِهِمِ وَبيلُ

وَشاقَ نُفوسَهُم رَسمٌ مُحيلٌ
مِنَ الدُنيا وَعَهدٌ مُستَحيلُ

فَخاصِر دَولَةً تَفنى اللَيالي
وَلَم يُلمِم بِساحَتِها مُديلُ

وَلا زالَت نِبالُ الدَهرِ تُصمي
عُداتَكَ أَيُّها المَلِكُ النَبيلُ

أَأَيأَسُ مِن مُساعَفَةِ اللَيالي
وَأَنتَ إِلى نِهايَتِها سَبيلُ

© 2024 - موقع الشعر