جاءَتكَ وافِدَةُ الشُمول - ابن زيدون

جاءَتكَ وافِدَةُ الشُمول
في المَنظَرِ الحَسَنِ الجَميل

لَم تَحظَ ذائِبَةً لَدَي
كَ وَلَم تَنَل حَظَّ القَبول

فَتَجامَدَت مُحتالَةً
وَالمَرءُ يَعجَزُ لا الحَويل

لَولا اِنقِلابُ العَينِ سُ
دَّت دونَ بُغيَتِها السَبيل

لَهَجَرتَها صَفراءَ في
بَيضاءَ هاجِرُها قَليل

الكَأسُ مِن رَأدِ الضُحى
وَالراحُ مِن طَفلِ الأَصيل

آثَرتَ عائِدَةَ التُقى
وَرَغِبتَ في الأَجرِ الجَزيل

يا أَيُّها المَلِكُ الَّذي
ما في المُلوكِ لَهُ عَديل

يا ماءَ مُزنٍ يا شِها
بَ دُجُنَّةٍ يا لَيثَ غيل

يا مَن عَجِبنا أَن يَجو
دَ بِمِثلِهِ الزَمَنُ البَخيل

بُشراكَ دُنيا غَضَّةٌ
في ظِلِّ إِقبالٍ ظَليل

رَقَّت كَما سالَ العِذا
رُ بِجانِبِ الخَدِّ الأَسيل

وَتَأَوَّدَت كَالغُصنِ قا
بَلَ عِطفَهُ نَفَسُ القَبول

يُصبي مُقَبِّلُها الشَهِ
يُّ وَلَحظُها الساجي العَليل

فَتَمَلُّها في العِزَّةِ ال
قَعساءِ وَالعُمُرِ الطَويل

© 2024 - موقع الشعر