سرح القلب في عشب روض الندم - محسن الهزاني

سرح القلب في عشب روض الندم
وامزج الدمع من جفن عينك بدم

واغتنم صحتك يا فتى والفراغ
فان لا بد ذو صحة من سقم

واحبس النفس عن تبع طرق الهوى
قبل أن يا فتى بك تزل القدم

واحتزب من ضنك عيشك تبتئس
فالجسد ربما صحته بالألم

يا قليل العزا يا كثير الهموم
كن لما رأتك المساوي خصم

واتقظ واتعظ وائتمر واعتبر
وانتظر للفرج في شديد اللزم

ربما شدة تقتحم في العشا
والفرج في غد ضيقها المقتحم

عن سفاهك متى يا فتى تنتهي
غادرك المشيب والصبا إنهزم

دون ليل الصبا حال صبح المشيب
وانت كنك بعد ما بلغت الحلم

بعدما عنك ارتحل عصر الصبا
من نذير الفنا، بالك ان تتهم

إترك الغي وامسك بكف الهدى
العرى ألتي ما أبد تنفصم

كلما نام ناظر لبيب الكرى
إرم ثوب الكسل والتأني وقم

والبس اردان جلابيب الدجا
واتزر بالمسا وارتهب واستقم

ثم صل اربع باربع يا فتى
ثم من بعدها بالوتر إختتم

ثم بعد الفراغ إسأله ذاك من
أوجد السبع والسبع بعد العدم

جامع الناس في يوم لا ريب فيه
جابر العظم من بعد ما ينقصم

ذو جلال يرى ما يلج بالثرى
واحترك في غسق ذي ثلاث ظلم

أو ليس له ابتدا عادته
فك عقد العسر بعدما ينعجم

آخر ليس له انتها لم يزل
قادر قاهر عادل في الحكم

واحد ليس له في ملكه شريك
ولا في جلالة عظم الأسم

كم رفع من وطا وكم حط من
شامخ عالي مشمخر أشم

لم يزل بالعطا فوق بحر الندى
باسط للملا بطن كف الكرم

يا حليم عظيم قوي متين
لست يا من لما بالخواطر علم

عن أحد يا إله البرايا لحد
لا ولا للندى من يد تستلم

يا رؤوف بنا يا عفو غفور
بعض حلمك يسع ما جنته الأمم

لو رمانا بسهم البلى في زمان
قوس صرف النيا والسنين الدهم

فان حبل الرجا ما يبارح منيع
فيك يا محيي باليات الرمم

بعد هذا النبا يا ردي العزوم
دع متى أو عسى أو قمين ثم قم

إسأل الله باسرار ما قد أتى
والقصص وألف لام وميم ولم

يا متم الرجا يا جزيل النوال
أسألك يا مجيب الدعا بالاسم

الذي به دعا آصف واسألك
يا عليم السراير بأولي العزم

نقطة للملا والبهايم تجي
من بحور الكرم حينما تلتطم

يا لطيف كريم حليم عظيم
يا العلي الذي دايم لم ينم

بجاه ذاكل النبي العظيم الشريف
أسألك رحمة للبرايا تعم

واسألك بعد ذا يا إلاه الأنام
بالذي به جرى راس ختم القلم

واسألك بالأمين الذي قد نزل
بالكلام الذي فيه كل الحكم

رايح راجح مدجن كالدجى
هامي باكي نامي منسجم

عارض كاين في ركن حافته
كلما سند احيى انتشر وارتكم

مرهش من علي يحط الحيود
بالوطا والغثا فوق روس السلم

كن مزنه إلى من بدا من بعيد
في دقاق السرى بالقضا مرتدم

شامخات الذرا من شخائب طويق
دونهن الهبا بالضحى يبترم

ساطع بارقه هاطل وابله
خمسة عشر نهار علينا يتم

فانجلى ما بنا من ارتدام الغيوم
والنتشى الخد من كثر سح الديم

وانقلب سو ظن البرايا حسن
من كثر ما رأوا من جزيل النعم

وانبتت الأرض من كل زوج بهيج
واوجدت بالفضا كل صقع عدم

بعد ما أنبتت حاروا الناظرين
باختلاف الزهر مثل فص الختم

كن ما بين حوذانها والعضيد
نور ياضي مشعشع فنار الحرم

واستحل الحجل للنفل والمكا
يشترون القفاف فوق زهر الرقم

والحريبي غدا مرغد عيشته
تنتصب للطرب فوق روس الأكم

واصبح الورق فوق راس الورق
يطرد الهم عني بحسن النغم

من مشى ديرة في مثاني الحزوم
كن جمر الغضا فوق زهر الحلم

من عطا واحد ما يمل النوال
قسمته جاتنا من جزال القسم

ختم نظمي صلاة على المصطفى
ما أضا بارق بالدجى وابتسم

***
© 2024 - موقع الشعر