غنا النفس معروف بترك المطامع - محسن الهزاني

غنا النفس معروف بترك المطامع
وليس لمن لا يجمع الله جامع

ولا مانع لما يعطي الله حاسد
ولا صاحب يعطيك والله مانع

ولا للفتى أرجا من الدين والتقى
وحلم عن المجرم وحسن التواضع

وصبر على الفايت ولو راس ما غلا
فما فات من الافات ما هو براجع

فهل تدفع البلوى وهل تمنع القضا
فما للذي ياتي من الله دافع

إلى عدت ما تدفع بالاوزا مهمة
ولا يرتجي يا صاح منك المنافع

سوا إن عشت دنياك أو مت واحد
ولا أنت في غد لأحد بشافع

لا تبدي اسرارك لغيرك فربما
يلومك من لا فيه ما فيك رامع

ولا عز إلا في لقا كل متعب
بسمر القنا والمرهفات القواطع

دع الناس من لا يبتدى منك رقة
وما الناس إلا من حسود وشانع

واحذرك عن درب الردى لا تبي الردى
فتصبح طريح بين واش وشافع

تشمت عليك عداك في كل مجلس
وكن عاقل واترك كثير المطامع

فكم واحد يمدحك في حد حضره
وهو ربما في عرضك ان غبت راتع

يرميك بالبهتان والزور واحد
من العقل جيعان من الجهل شابع

يا شيت مالي حيلة غير أنني
على شاطي الجرعا أمام الخراوع

أكفكف دموع آلم الكف كفها
لها بين ملقا صحن خدي تتابع

فقلت لركب شدوا اكوار كنس
عجا بالبرا يا ركب روس الجراشع

أقيفوا كزج الحبر يا ركب ساعة
على الطلل البالي لعلي اوادع

رسوم لسلمى آنس البوم ربعها
وامست خلاف الأنس قفر بلاقع

بها هام قلبي واستمالت صبابتي
وغضن الرجا مني له الياس هازع

ف لمن أحق العرف مني منازل
أشارت بتسليمي إليه الأصابع

منازل لمن له في حجا الروح منزل
وفي كل وادي من فؤادي مواضع

خليلي قم لي في دجا الليل بعدما
جفا النوم عيني والبرايا هواجع

ودارت دواليب الهواجيس خاطري
ومليت من حلوى لذيذ المضاجع

فلا الوجد معدوم ولا الصبر موجد
ولا الهم عن وادي فؤادي ب ناجع

سل الله بالانفال والحج والضحى
وباللي إلى أحياه نلقاه شافع

خلاف الجفا والهجر والياس والرجا
بالاقدار يسقي دار وادي المجامع

سبعة أسابيع على دور ثامن
بنجم الثريا ثم بالصرف تابع

بنو عريض خالي اللون مظلم
منه الفرج يرجى إلى شيف طالع

لكن ربابه حين ما ينثر السدى
جنح الدجا ريلان صم المسامع

نهاره كما ليل بهيم وليله
نهار من ايضاح البروق اللوامع

إلى ما غشى وقت العشا بعدما نشا
صبا له من المشرق نسيم الذعاذع

حبذا إلى هذا وهذا رفا لذا
وهذا لهذا بالموازين تابع

وزلزل وعزل به رباب ونزل
بسجر وزجر مثل ضرب المدافع

وخيم كما الحندس وغيم وديم
إلى حيث ما يبقى بالاوطان جاضع

وصكب وسكب ثم بالغيث ركب
وغطلس توطا من الوطا والمرافع

وثار غبار الأرض من ضرب ودقه
وضجت منه الجازيات الرواتع

وسط الغثا شروى لنا بيش عنصل
على كل جزع فوقه السيل جارع

سقى البطن والبطنان والعرض بعدما
من الوبل تخضر الغصون الرعارع

بسيح وتسكاب إلى حيث ما يشا
يجي الحول والما في خباريه ناقع

لنا ديرة من حل في ربعها أمن
ولا بات في قلبه من الخوف رامع

جنوبيها برك وشمال يحدها
نساح لها وادي بريك مزارع

إلى ما انقضى النيروز فيها وخوضت
مطافيل غزلان المها كل خايع

سقاها الحيا في ليلة بعد ليلة
من المزن هتان حقوق الروامع

ديرة شيوخ من عرانين وايل
لها باللقا يوم الملاقا وقايع

كم واحد تخشى الخماسين باسه
جعلناه قوت للنسور الهلايع

باموالنا نشري من الحمد ما غلا
وبارواحنا يوم التلاقي نبايع

وبالمن ما نتبع عطانا ولا بعد
على الغيظ قلنا ذا به البر ضايع

ذا قول من لا هو ب راعي سفاهة
ولا داس يوم لابسات المقانع

ف يا نفسي ريحي واطمئني جلادة
وكل ابن أنثى من لظا الموت جارع

من الله مرتهب إلى الله راغب
وبالله معتصم وإلى الله راجع

ف يا لله يا علام الاسرار والعلن
ياللي لنا في ماقف الحشر جامع

يغني عن الأدنى والاقصى مدى البقا
وانت الذي للناس ترفع وتاضع

عن عازة تقتادني صوب مبغض
وعن ما ينازعني رفيق منازع

ف بابك مقصود وفضلك دايم
وجودك ف ماجود وحلمك ف واسع

وصلوا على سيد البرايا محمد
عدد ما خفا نجم وما شيف طالع

© 2024 - موقع الشعر