إيهِ عَمَانُ - مانع سعيد العتيبه

إيه عمان كم يعاني المحب
في بلادي وكم يتوق ويصبو

كل أيامه حنين وشوق
وعذاب من الأحبة عذب

وأنا العاشق الشقي لحلم
لم يزل في الدجى يضيء ويخبو

فامنحيني عمان ليلة صفو
واسمعي ما يقول في الحب صب

جئت والهم رغم أنفي صديق
كلما تفرغ الكؤوس يصب

فإذا قلت : يا صديقي كفانا
قال : إشرب كفاك رفض وشجب

إيهِ عَمَانُ غاب عنا يقين
وتولى النفوس وهن وريب

عرب نحن أم ترانا افرينا
كيق يرضى الخضوع للخوف عرب

سامحيني إذا تجاوزت حدي
ما على الشاعر المعذب ذنب

لسلام دعيت فاجتاح نفسي
من سلام الخداع روع ورعب

قلت : لا بأس فالسلام ارتقاء
ليس ترقى إلى الحضارة حرب

غصن زيتونة حملت بحب
وتخطى حواجز الشك حب

غير أني وجدت ذئبا تخفى
في لباس الخراف مرعاه عشب

أنظام ؟ وعالمي جديد
هو هذا أم احتيال ونصب ؟

كيف تبقى السكين في جرح شعب
ثم يدعى إلى السكينة شعب

يا أطباء كوننا بيس يجدي
مع بقاء السكين في الجرح طب

عاشقا عشت للسلام ولكن
يكره الإضطهاد عبد ورب

جنحوا أمس نحوه وجنحنا
فنجاح السلام في الأرض كسب

وتناسيت كل تاريخ جرحي
رغم أن النسيان قاس وصعب

أوقفت شهرزاد فيض الحكايا
حيث ما عاد للحكايات جذب

واكتفى شهريار منها بصمت
فيه للحق والحقيقة صلب

ثم ماذا ؟ تكلمي شهرزادي
صارحيني فإن صمتك عيب

أخبريني عن حال أرضي وعرضي
غرب نهر الأردن هل حل خطب

هل فلسطين دولة أم ترانا
نقرأ الغيب والسياسة غيب

لا أحب الحروب حقا ولكن
أغلقت للسلام في القدس درب

إيهِ عَمَانُ .. يا جبال شموخ
حسب قلبي حنان صدرك حسب

من خليج الأباة جئت أغني
لضفاف الأردن وارتاح قلب

ما تعمدت أن أثير ضجيجا
غير أن الأمان لا يستتب

فوق أرض سليبة ظل فيها
رغم عهد الأمان والسلم سلب

نحن لا ننكث العهود وننسى
طيب عهد الشباب إن لاح شيب

نحن عَمَانَ طيبون جميعا
إنما عودنا قوي وصلب

فإذا الكرب حل في أي قطر
وحد الصف للعروبة كرب

جرحنا واحد ويسهر شرق
حين يشكو من المواجع غرب

جئت والزيت في سطور كتابي
كلما لامس الحروف تشب

وأنخت الركاب في بيت عز
للحسين الحبيب والبيت رحب

من بني هاشم له مكرمات
وانتساب إلى الرسول وقرب

يا حفيد النبي يرعاك ربي
فأنا سيدي زعير وكعب

إن مدح الكرام خير ولكن
مدح آل النبي عندي أحب

دمت للعرب يا مليك منارا
به يمضي إلى الحضارة ركب

من إمارات زايد الخير هبت
نفحات الشعور وانهل صوب

فالإمارات للعروبة حصن
وبنوها للبذل أهل وصحب

كل شبر بل كل حبة رمل
في بلادي تصيح : قوموا ولبوا

إخوتي في المصير ضج فؤادي
فاعذروا ما يقول قلب محب

© 2024 - موقع الشعر