يـا مـن تحـب التعـالـي - مانع سعيد العتيبه

يا من تحب التعالي
على العباد تعالي

أتزعمين بأنا
نعيش في خير حال

وأن ماء هوانا
ما زال ماء زلال

كلا وإنك أدرى
بزيف هذا المقال

بيني وبينك ليل
تخاف منه الليالي

أشعلته بحريق
من نار قلبي الموالي

لكنه ما تلاشى
وما له من زوال

إلا بكشف حساب
فيه ارتياح لبالي

فكيف تنكر ناري
عيناك رغم اشتعالي

وكيف أسأل ماذا
جرى لهذا الجمال ؟

أراه يفتح باب
لداء شك عضال

يثير في همومي
ويستثير انفعالي

فلا تجيبين لكن
تستنكرين سؤالي

مهلا علي فهذا
أمر يفوق احتمالي

أتدعين بأني
فيما أحس أغالي

وأن كل غيور
في الحب خصب الخيال

لا يا مثيرة موجي
ما في الهوى أمثالي

قلبي كبير كبحر
أما جبيني فعالي

ولا أشك بحب
نشرت فيه ظلالي

فالحب عندي وفاء
وقد عرفت خصالي

لا وقت للظن عندي
ما للظنون ومالي

لكني حين ألقى
في الحب من لا يبالي

أسعى إليه وأجفو
حتى صحابي وآلي

فلا يسابق ريحا
إلي عند الوصال

ولا يضج لبعد
إذا شددت رحالي

كمن يضيع قلبا
ما بين خال وسالي

شغلت عني بماذا ؟
وأنت سر انشغالي

ألست وحدي مقيما
في قلب هذا الغزال

ألست بدء الأماني
ومنتهى الآمال

فكيف يُشغل عني
هذا الحبيب المثالي

وكيف يبعد عندا
يمينه عن شمالي

يا من مشيت إليها
على طريق المعالي

الحب ما فيه نصف
يرضى بغير الكمال

وليس فيه جديد
ولا قديم وبالي

ولا شراء وبيع
ولا رخيص وغالي

الحب عهد ائتلاف
ما بين شعب و والي

فلا يجور المولى
ولا يضيق الموالي

وأنتِ مولاة قلبي
وفي يديك انتشالي

من حيرة وضياع
على طريق الضلال

© 2024 - موقع الشعر