جار الزمان بتفريق المحبينا - ابن رشيد راعي الجناح

جار الزمان بتفريق المحبينا
يا ليت شعري بها الأيام تنبينا

يا ليت الأيام تخبر بوايلها
وماذا يجي في تواليها وتنبينا

كفاٍ كفاها إلى طفت بناجذها
من شدة الغيط ثالمنا وتشقينا

إلى صفت كدرت مشروب صاحبها
لو كان فوق التخوت امن السلاطينا

تحط ناس من العليا وتجعلهم
في منزل الذل لو كان عزيزينا

من عاش فيها فلا يامن دغايلها
سوا بفاجية منا ما يفاجينا

تزينت وافتتنا بزينتها
وتغربت ما جزينا فعلها فينا

وقطفت من ثمر قلبي نشايبها
هيهات هيهات يا دنيا غترتينا

اثر تزاهيك يا غر الجبين لنا
خديعة جعلك الله ما تزينينا

يا زين عصر مضا قبل الفراق بنا
أيام زهر الصبا زرعه امطغينا

والدار جامعة والعين هاجعة
والروح ساجعة باطراب وتغنينا

واحلو ذيك الليالي لو تدوم لنا
يا ليتهن في توالي العمر تثنينا

كاف كفا حدث الليالي وما اطرفت
نها اليك فيما هي تبكينا

صدعت فؤادي بصدوع ما تباح به
الله يجببر عزانا ولا يفاجينا

ترا كل جرح يداويه الطبيب وأنا
فجروح قلبي ما يداويه المداوينا

واكبر كون الذي دفن معزته
تحت الثرا واللحد واللبن والطينا

والله ما بيعهم بالهند عن كمل
وأم القرا والحسا خضر البساتينا

مع مصر والشام مع بدلان حلب
فهو بلاجي الحشا أثقل موازينا

دارت عليهم رحا الدنيا بناجذها
وبقيت كالطير مكسور الجناحينا

ابكي على خلتي مالي بهم عوض
فرقهم البين واشمتت من معادينا

العفو والله ما الجي مودتهم
في مهجتي وآشقا قلب المحبينا

وأنا لو بكيت وطوحت الونين ولو
صفقت بالكف فلا هم بحالينا

عسا الله يجمعنا في محل رحمته
ويبري القلب من هم مشاقينا

وتجمع الدار بمن نلجي ابجانبه
الصاحب اللي شوف شخصه يداوينا

تزهي الدار ليما حل بجانبها
وبظلم إلى أنه غاب يومينا

ودع ذا يا المرتحل فوق ناجيه
كزارج الموج تسقي جارح العينا

عليها نادر صعبات عزايمه
يشق ثوب الدجا بالعلم يشفينا

دز القلوص لمن هو ويممه
صوب الشمال وسر باليوم يومينا

أمامك الجدي من دار القصيم إلى
دار العراق وتلقى من ينادينا

انحر حداهم ولالك عن جداهم طرا
يجبيك ناس برد العلم مشفينا

انشر سلامي على ناس تعرفهم
من قبل ذا وإنهم عنا منسينا

انشر بصوتك يا من شاف لي حسن
إني رسول لأبوه وانه موصينا

وقول يا ولدي بالعمر تاصلني
وتفك عني وسار العمر والدنيا

أنا وحيد ولا لي من ينادمني
واجالب الدين من حين إلى حينا

يا بو محمد يا ولدي ويا سندي
ومعزتي يا سلاحي للمدينينا

عز الله من روحتك ما طاب لي معاش
وإني فلو نمت فإني ساهر العينا

كاف كفاها إلى مست محقرتي
عند العشيرة يا ريف المجلينا

وجماعتي كل من صار له حسب
ينادي البنين ولا ينادينا

إن جيت واحد يقضي لي منه غرض
عيا علي فعزى للمقلينا

لو قال لهم واحد منهم بحضرتهم
نادو فلان فلا هن من منادينا

ولا أنا من اللي قلت فوايده
يرخص على الناس ما حنا بجزعينا

أنا أحمد الله على تفضيل نعمته
حمداً كثيراً تقر بكذره العينا

لو كان على دين كثير فلي نخل
بعضه عن الدين وإن بعناه يكفينا

يا حلو يا ولدي مقيضها إلى
ركب الجريد اعذوقه وحنينا

والنوم بظل لها والورق ساجعة
تخالف الحانها بزري لا نينا

وإن هب ريح والتحفت ذوايبها
فهي لعيال اليتاما والمساكينا

عسا الله يتمم علينا نعمته
ولا يغير علينا الله ويغنينا

والله يحفظ من حنا بجانبه
وهو غصة الموت في كبد المعادينا

زين المعاشر ارشيدان
نصرة هل الدين عن حور الموارينا

وإن غرز السحاب وغرزن جوانبه
فهو إلى امحلت غيث المقلينا

واقدور مجده مشبعت الضيف
والجار والعاني والمقيمينا

ولد على ساس جوده ما تغيره
غير السنين ولو خثيت ليالينا

شيخ القصيم ولد شيخ القصيم
وهو سعدنا دام لأولنا وتالينا

وان ثار يوم العجاج ذا اليوم كايفه
يوم يشيب طفلان المشينا

غدوا مثل الهشيم علىجوانبه
سرعى بها بين مجروح وميتينا

دوم ارقاب المعادي ثمايره
نكد على الضد وإن جوله ميعينا

ولا مطعم إلى عض الزمان بنا
اودعنا الأيام فهيم الجريمينا

يالله يا حامل الثقالين ساعده
معزه وامنحه بالعمر عمرينا

ثم الصلاة على المختار سيدنا
محمد خير خلق الله هادينا

© 2024 - موقع الشعر