يـــا أيــهــا الأدبــــاء - مانع سعيد العتيبه

يا أيها الأدباء والكتاب
الحب يعرف قدره الأحباب

بالأمس كان ولا يزال دليلنا
في هذه الصحراء يا أصحاب

لولاه لم تزهر رمال بلادنا
من قبل عهد النفط وهي يباب

الحب كان الزاد في أسفارنا
وإذا عطشنا كان فيه شراب

في الحل والترحال كان رفقينا
وبه استمر مع المشيب شباب

الليل كان قصيدة يشدو بها
للعاشقين الساهرين رباب

والصبح كان ضياء وجه باسم
لمليحة يسعى لها الخطاب

حتى إذا آن الأوان لرحلة
في البحر واحتضن السفين عباب

صار الهوى سعيا وراء محارة
في القاع تحمي أمنها الأنياب

ما غاص للأعماق إلا عاشق
لم تثنه عما أراد صعاب

كلا ولم يرهبه وحش بان في
أنيابه التهديد والإرهاب

فالحب ضد الخوف يا كُتابنا
ورمالنا للعاشقين كتاب

إني لأدعوكم إلى ماض لنا
ما غاب بعد ولن يكون غياب

فهو الجذور وإن رأيتم نخلة
تحيا بلا جذر فذاك سراب

بالأمس كنا حين نسمع شاعرا
نجد الدموع سخينة تنساب

واليوم لو يبكي لدينا شاعر
متألم فبدمعه نرتاب

كنا إذا قرأ الكِتاب أخ لنا
نسعى إليه كأننا طلاب

ونقول : إقرأ فالقلوب هي التي
تصغي وليس يضيرها الإسهاب

واليوم إن ملك الكِتاب مرفهٌ
من قومنا فلفعله أسباب

إن الكِتاب لديه زينة مجلسٍ
أما قراءته فذاك عذاب

ماذا جرى ؟ ولم انتكسنا هكذا ؟
ما للسؤال المستغيث جواب

لكنني وأنا أرى في جمعكم
أملا يضيء كما يضيء شهاب

أرتد يأسي وأدرك أنه
غيم على أفق الهوى وضباب

سيظل درب الحب يجمع شملنا
في موطن هو دائما خلاب

قل للذين وجد الهوى داء : نعم
إني بداء العاشقين مصاب

فبلادنا بالحب كانت جنة
وإذا جفاها الحب فهي خراب

© 2024 - موقع الشعر