أهـلا وسـهـلا بـمــن قـلـبــي لــه الـمـهــد - مانع سعيد العتيبه

أهلا وسهلا بمن قلبي له المهد
أقبلت يا ولدي فاستبشر المجد

رأيت في حلم فهدا يصافحني
وكان مبتهجا في صحة يبدو

فقلت : يا خادم الأقداس في بلد
أعزه الله بالإسلام يعتد

أنت الصديق الذي تسمو صداقته
فقال : يا صاحبي هذا هو العهد

وكان في حلمي بشرى تقول : غدا
يعطيك ربي فتى واسم الفتى فهد

سميه ملك تسمو مناقبه
وما لأفضاله حصر ولا عد

فقمت أشكر رب الكون في فرح
واليوم أنجز أمر الله والوعد

ولدت يا فهد فارتاحت خواطرنا
وأنجدتنا ببشرى فهدها نجد

أهلا بني لسان القلب يطلقها
فيضحك الحب والإعجاب والود

اليوم تشرق مثل الشمس في ألق
فيرحل الهم عن عيني والسهد

وتستريح شجوني حين تجمعنا
ساعات لهو فعمري كله جد

ما عشت يوما كطفل لا هموم له
كأن باب حنان الدهر منسد

فارقت قبل الأوان الدهر محتضناً
هم الكبار وجافي سيفه الغمد

وعلمتني صروف الدهر حكمتها
وكان عظمي مع الأحداث يشتد

فلا تلمني إذا ما عدت يا ولدي
إلى الطفولة كم يحلو لها العود

تعال نضحك ونلعب ما نشاء معا
أما ترى ساعدي بالشوق يمتد

غدا ستعرف أن الحب أغنية
وكل حي بها لا بد أن يشدو

فإن تخلت عن الإنسان عاطفة
تحكم الشر والطاغوت والحقد

فعش محبا تفز بالمجد يا ولدي
الحقد سهم على راميه يرتد

يا فهد هذا غناء القلب في زمن
أراه كالبحر فيه الجزر والمد

من سره دهره يوما تملكه
شعور خوف من الآتي الذي يعدو

لكنني مؤمن بالله خالقنا
والأمر لله فليستغفر العبد

إذا قرأت غدا يا فهد ما رسمت
يراع قلبي وهاج الشوق والوجد

فاعلم بأني جعلت الصبر مركبة
إلى الأماني فما في دربنا ورد

منحتني اليوم أفراحا سعيت لها
بكل جد ففاز السعي والكد

© 2024 - موقع الشعر