علـيـك ســلام الله يــا ظـبـيـة الـفــلا - مانع سعيد العتيبه

عليك سلام الله يا ظبية الفلا
جمالك أوحى الشعر فانساب جدولا

تعالي وعلي من عيون قصائدي
إذا شئت أن تغدو سجاياك أجملا

رآك فؤادي قبل عيني فانتشى
وكان شقيا بالجراحات مثقلا

وحين يطل البدر في ليل وحشة
تقول له الأرواح مرحى ويا هلا

على الطائر الميمون كان لقاؤنا
لقاء الحبيبين اللذين تقابلا

على غير ميعاد ومن بعد غيبة
ومن فرحتي صاح الفؤاد وجلجلا

جلست جواري يفصل الخوف بيننا
ولكن خوفي بعد حين تبدلا

نظرت إلى عينيك نظرة عاشق
فلم أستطيع والله أن أتحملا

لعينيك مجد الحسن لا مجد قبله
ولا بعده يا من سموت على الملا

سمعت نشيد الحب في نبض خافقي
وغبت عن الدنيا وطرت إلى العلا

ولما سألت القلب هل أنت عاشق
تزلزل من شوق وقال : بلى بلى

أعود إلى الحب العظيم مقدما
قرابين إخلاصي سعيدا مهللا

وأنسى جراح الأمس في يوم عودتي
إلى الحب حيا لا قتيلا مجندلا

عليك سلام الله كيف فتحت لي
على السعد بابا كان بالأمس مقفلا

وأرجعتني للأغنيات التي نأت
فإن الهوى أغطى السرور وأجزلا

تعالي نتابع رحلة الود واتبعي
خطى فارس عن عهده ما تحولا

حديث عيون الغيد أفهم كنهه
وأعرف ما أخفى اللثام من الحلا

هبيني ولو من طرف عين إشارة
ليستأنف القلب الحديث ويكملا

وإلا فما جدوى هيامي وصبوتي
إذا بالرضى عيناك لم تتفضلا

وطال وقوف الصمت بيني وبينها
ولا نظرة تروي الغليل ولا ولا

ولكنني أستنكر اليأس بعد أن
أصابت سهام العين في القلب مقتلا

وقمت إليها طالبا أن تعيرني
يراعا لديها رائع الخط مذهلا

وما كنت محتاجا لخط يراعها
ولكن حبي باليراع توسلا

وحين تلاقت بعد لأي غيوننا
وجدت بريقا للفؤاد تسللا

وأدركت أني غير ناج من الردى
إذا لم أشح عن نظرة الدل والبلا

أخذت يراع الخط منها ولم تفه
بأي كلام قلت : ظبي تدللا

وسجلت في الأوراق : إني متيم
وحبك في مجرى الدماء تغلغلا

وأشرعت أوراقي أمام عيونها
وقلت امنحيني نظرتين تفضلا

إذا كان كشف الوجه أمرا محرما
فكشف الذي في القلب صار محللا

لمحت ابتسام الثغر خلف لثامها
وأيقنت أن الحب بالنصر كللا

© 2024 - موقع الشعر