عيناك والشعر وأنا - لطفي عبداللطيف

كَيْفَ عَرَفْتُ الشّعْرَ
وأدخَلَني محرابه؟ ..
واستفتحتُ فكانَتْ بسمتُكِ اللآَّ توصَفُ
إلاَّ في حُلُمٍ لي - بابَهْ
ثم عشقت
ولا أتذكَّرُ ، ماذا انْتَابَكِ
ماذا انْتابَهْ ؟..
دخلِ السحرُينا أزْمنَةً
عَبْرَ مسالكِه الخلابةْ
مُدُناً أنْهَتْ غُربتنا
وارتحلت معنا
تسكن في غدنا منسابه
كان الشعر كلاماً
أقلاماً وكتابه
لما أضحى لغةً
تحمل أسئلةً من غير إجابه
لغةً ليست بالمرتاحة
لا المرتابَة
مثل الكأس، تهيأ لما عرف القَصْدَ
وعن عَمَدٍ ما ذاق شرابَهْ
وأنا أبحث في ظمأته
عن شبهٍ عندي لصبابه
كطغي الماءُ وحطم مأرب
وهو سحابه
ك : طغي الماءُ ، وغابَ
ولما اشتاق ،
بتلك البقعةِ مَدَّ سرابه
وشكا الشعر إلى عينيك
ليمحو محنته وعذابه
وأنا أعرف أن الكأس
تكون مرارتُهُ استعذابه
ما من ظمأ يصلح أن
يقتاد الظامىء
إلا روح تحيي
عودٌ مشتاق زريابه
نَفَس يشتاق الشبّابه
قوْسٌ ينزف فوق ربابه
فصل ما في زمن ما
قد ألقى الورد عليه ثيابَهْ
فيه أذاب الليلَكَ أجمعَهُ
أطيابَهْ
ثم سقى ما ذاب على خجل
عُنَّابَهْ
ثم أشار
بلا سبابه..
نحو الوطن ليبدأ من عينيك
فضم عل يومي وغدي
أهدابه .
© 2024 - موقع الشعر