انما يحفظ التقى - لبيد بن ربيعة

إِنَّما يَحفَظُ التُّقَى الأَبرارُ
وَإِلى اللهِ يَستَقِرُّ القَرارُ

وَإِلى اللهِ تُرجَعونَ وَعِندَ
اللهِ وِردُ الأُمورِ وَالإِصدارُ

كُلَّ شَيءٍ أَحصى كِتاباً وَعِلماً
وَلَدَيهِ تَجَلَّتِ الأَسرارُ

يَومَ أَرزاقُ مَن يُفَضِّلُ عُمٌّ
موسَقاتٌ وَحُفَّلٌ أَبكارُ

فاخِراتٌ ضُروعُها فِي ذُراها
وَأَناضَ العَيدانُ وَالجَبّارُ

يَومَ لا يُدخِلُ المُدارِسَ فِي
الرَّحمَةِ إِلاَّ بَراءَةٌ وَاِعتِذارُ

وَحِسانٌ أَعَدَّهُنَّ لأَشهادٍ
وَغَفرُ الَّذي هُوَ الغَفّارُ

وَمَقامٌ أَكرِم بِهِ مِن مَقامٍ
وَهَوادٍ وَسُنَّةٌ وَمَشارُ

إِن يَكُن فِي الحَياةِ خَيرٌ فَقَد
أُنظِرتُ لَو كانَ يَنفَعُ الإِنظارُ

عِشتُ دَهراً وَلا يَدومُ عَلَى
الأَيّامِ إِلاَّ يَرَمرَمٌ وَتِعارُ

وَكُلافٌ وَضَلفَعٌ وَبَضيعٌ
وَالَّذي فَوقَ خُبَّةٍ تيمارُ

وَالنُجومُ الَّتِي تَتابَعُ بِاللَّيلِ
وَفيها ذاتَ اليَمينِ ازوِرارُ

دائِبٌ مَورُها وَيَصرِفُها الغَورُ
كَما تَعطِفُ الهِجانُ الظُؤارُ

ثُمَّ يَعمى إِذا خَفينَ عَلَينا
أَطِوالٌ أَمراسُها أَم قِصارُ

هَلَكَت عامِرٌ فَلَم يَبقَ مِنها
بِرِياضِ الأَعرافِ إِلاَّ الدِّيارُ

غَيرُ آلٍ وَعُنَّةٍ وَعَريشٍ
ذَعذَعَتها الرِياحُ وَالأَمطارُ

وَأَرى آلَ عامِرٍ وَدَّعونِي
غَيرَ قَومٍ أَفراسُهُم أَمهارُ

واقِفيها بِكُلِّ ثَغرٍ مَخوفٍ
هُم عَلَيها لَعَمرُ جَدّي نُضارُ

لَم يُهينوا المَولى عَلَى حَدَثِ
الدَّهرِ وَلا تَجتَويهِمُ الأَصهارُ

فَعَلى عامِرٍ سَلامٌ وَحَمدٌ
حَيثُ حَلّوا مِنَ البِلادِ وَساروا

تمت الإضافه بواسطة : سالم ال فروان
© 2024 - موقع الشعر