أشهد بأصابع الأشجار - غادة السمان

ها هو نهر الزمن يجرفك....
و الأشجار تلوح ،
بأذرعها الشبحية الرياحية،
" وداعاً " مرسومة بالأخضر....
و العصافير تعول بمناقيرها المكسورة....
و أنا أتأمل المياه، تغمر وجهك
الذي كان يوماً منارتي....
و لا أقول شيئاً..... لكنني أتثاءب
 
 
*****
 
لقد ألفت هذا المشهد
و كنت أعرف منذ البداية ،
أنني وجدتك لأضيعك ،
و أحببتك لأفقدك ،
فقد التقينا مصادفة
و أنت ذاهب إلى فرحتك بمجدك....
و أنا راجعة من ضجري بكل ما يفرحك الآن .....
و كنا سهمين متعاكسي الاتجاه
و كان لا مفر من الوداع كما اللقاء ....
 
 
*****
 
أودعك بغصة صغيرة .....
فلحظة عبر كل منا صاحبه،
أضاءت الدنيا كلها لبرهة
كما البرق المفاجىء في سماء صيفية ....
و شاهدت الحقول الهشة .....
و حقيقتك الهزلية ،
و لكن أمطر الحب دفئاً ....
و في الأعصار امتزجنا ،
و توهمت العناصر أن لا فراق لنا .....
جميل أننا التقينا .....
و مريح أننا افترقنا ..... و دخلنا في التثاؤب
© 2024 - موقع الشعر