انذرت اعدائي - عمرو بن كلثوم

أَنْذَرْتُ أَعْدَائِي غَدَاةَ
قَناً حُدَيَّا النَّاسِ طُرَّا

لاَ مُرْعِياً مَرْعىً لَهُمْ
مَا فَاتَنِي أَمْسَيْتُ حُرَّا

حُلْواً إِذَا ابْتُغِيَ الحَلاَوَةُ
وَاسْتُحِبَّ الجَهْدُ مُرَّا

كَمْ مِنْ عَدُوٍّ جَاهدٍ
بالشَّرِّ لَوْ يَسْطِيعُ شَرَّا

يَغْتَابُ عِرْضِي غَائِباً
فَإِذَا تَلاقَينَا اقْشَعَرَّا

يُبْدِي كَلاماً لَيِّناً
عِنْدِي وَيَحْقِرُ مُسْتَسِرَّا

إِنِّي امْرُؤٌ أُبْدِي
مُخَالَفَتِي وَأَكْرَهُ أَنْ أُسِرَّا

مِنْ عُصْبَةٍ شُمِّ الأُنُوفِ
تَرَى عَدُوَّهُمُ مُصِرَّا

أَفْنَاءُ تَغْلِبَ والِدِي
وَيَدِي إِذَا مَا البَأْسُ ضَرَّا

والرَّافِعِينَ بِنَاءَهُمْ
فَتَرَاهُ أَشْمَخَ مُشْمَخِرَّا

وَالمَانِعِينَ بَنَاتِهِمْ
عِنْدَ الوَغَى حَدَباً وَبرَّا

والمُطْعِمِينَ لَدَى الشِّتَاءِ
سَدَائِفاً مِلْنِيبِ غُرَّا

وَلَقَدْ شَهِدْتُ الخَيْلَ
تَحْتَ الدَّارِعِينَ تَزُرُّ زَرَّا

نَازَعْتُ أَوْلاهَا الكَتِيبَةِ
مُعْجِماً طِرْفاً طِمِرَّا

تمت الإضافه بواسطة : سالم ال فروان
© 2024 - موقع الشعر