ملاكي - إبراهيم العريض

سلوا النَور، هل بثّ عن أمّها
وعنها حديثاً، رواه القمرْ..
رأتْها تهشّ له ضاحكاً
فجاءت تَزفّ إليَّ الخبرْ
وتهتف بي : «من رأى كابنتي؟
بكاء على ضَحِكٍ مُستتِر
حوى ثغرُها - ما ترى - دُرّتينِ
وفي وجنتيها تُضيء الأُخَر!»
وأقبلتُ أنظر في المهد «هنداً»
ومن دونه أُمُّها تنتظر
فما هزّها من معاني الخلودِ
كبُرعمها في الهوى يَثَّغر
تَبغّمُ من طربٍ كالغزالِ
وكالطير في خفّةٍ ما تَقَر
كأن يديها - وما همّتا
بشيءٍ - تحوشان بعضَ الأكر
أَوَ انَّ على قدميها يداً
تُدغدغ، فهْيَ تُزيح الأثر
وتضحك .. يا مَنْ أَحسّ الورودَ
على ثغره هامساتٍ بسِر
وما جاوزَ الضحكُ همساً، بلى
صداه يرنّ كجسّ الوتر
وتبكي.. فأُشْبهها بالزهورِ
إذا المزنُ خَضّلها بالدُّرَر
وفي مُقلتيها تخال السماءَ
بكامل أنجمِها تزدهر
فما غمرتْ حبَّنا نشوةٌ
على الحسنِ، تحت شعاعِ القمر
كجلوة «هندٍ» وقد أقبلتْ
علينا ، تَصَعّدُ فينا النظر
فتطفو على ثغرها بسمةٌ
نَودّ معاً لثمَها، لو قدر
وكم بذرتْ أُمُّها قُبلةً
فمِلَتُ بفِيَّ لقطف الثمر
ملاكي! حوتْكِ يدا جَنّتي
وبينكما أنا أَحْظى البشر!
© 2024 - موقع الشعر