تقسيم المدن - أمينة العدوان

تقسيم المدن
هنا مدن تقسم
وتعزل مدينته
هنا الدخان الذي يتصاعد, يتصاعد
ويخنق الأنفاس
ينتشر في كل مستوطنة هنا حيث الملثم
يدفنون مدينته
ويشيدون مدينتهم
هنا لم يعد يريد أن يمكث
وخارطة كان يستعملها
تتمزق الآن بالسكاكين
الجندي القبيح
أرجلا قتله؟
أم مواطنا أبعده؟
أم شابا اعتقله؟
أم طفلا أعاقه؟
ما الذي يحمله بيده هذا الجندي؟
الشيخ فضل, الشيخ عبد الله الشامي, الشيخ محمد أبو عر
وأنا حين أراه
نعلق المساجد
ويقول للمؤذن وهو يصادر مكبرات الصوت
أن لا ينادي على الصلاة
أضع العمامة على رأسي
أمسك مسبحتي
وأرفع القرآن
وهو يعتقل الإمام
الأسوار الكهربائية
أنت تهدم بيوتنا
وكل بيت تهدمه
يصبح سورا, أسوارا لنا
وأنت تبني, تبني لك
ولكن الأسوار الكهربائية, أصبحت لك المستوطنة
سؤال
أليس الإبعاد
هذا البيت المليء يفرغ
وتنسى الأسماء؟
أحكام الإعدام
في هذه الحروب
نختبئ خلف شاشة التلفزيون
نعرف أن هناك أدوارا للمحارب لم نقم بها
نحلل
ننتظر نشرة الأخبار
نرى الجريمة, ونرفض القبض على القاتل
إنهم لا يعترضون العدو
بل يقدمون له العون
الممرات المائية
المطارات الحربية
الحقائب النقدية
الكلمات تقف وتنقلب على الرؤوس
إنهم يغيرون الخطوات
ويأمرون الجميع بالسير إلى الخلف
ولا يسمحون للسيارات بالمرور
إذا لم يدس الأب ابنه, والأخ أخاه
وبعد هذه الحروب
لم تعد تنام الرؤوس
إلا كالمخدة على الجيوب
ولم يعد يصرف إلا الشيك بدون رصيد
ولا ترهن إلا للعدو والبنوك
حيث يحدد مصروف الجيب
حبات الأرز, رغيف الخبز
وحيث تحدد وجبات الطعام
بملعقة صغيرة
للصغار, للكبار
وفى البيوت يغادر الناس بيوتهم
ويقيم فيها الأوصياء واللصوص
والطرق
وقد منع السير فيها
الآن متاهات
ونحن لسنا إلا
ما يتدحرج
كالكرة
نحو المشنقة
حيث تسمع أحكام الإعدام
تتلى على الجميع
© 2024 - موقع الشعر