مَنْ يَستَطِيع ؟ ! - عبدالعزيز جويدة

(1)
مَنْ يَستطيعُ الآنَ قَمعَ الانتِفاضةْ
مَنْ في يَديهِ سَجنُ شَعبٍ ثائرٍ
أضحَى كَسيلٍ جارِفٍ
مَنْ يَستَطيعُ هُنا اعتِراضَهْ ؟
مَنْ يَستطيعْ ..
أن يَمنعَ البُركانَ مِن أن يَنفَجِرْ
أن يَأسِرَ الريحَ ، ويَغتالَ المَطرْ
أن يَسجِنَ الشمسَ ،
ويَعتَقِلَ القمَرْ
أن يُوقِفَ الأطفالَ عن قَذفِ الحجَرْ ؟
(2)
يا سادَتي عِندي خَبَرْ
أحلَى خَبرْ
أطفالُنا طَيرٌ أبابِيلٌ
وتَرمِى بالحَجَرْ
أطفالُنا بِدمائهِمْ
جَعلوا مِنَ التاريخِ بُستانًا عَطِرْ
القدسُ كانتْ تُحتَضَرْ
أطفالُنا بِصمودِهِمْ
بَعثوا الحياةَ بأرضِها
وإرادةُ الإنسانِ عادتْ تَنتَصرْ
أطفالُنا ..
أبطالُنا
يا مَن مَحوتُمْ عَارَنا
يا مَن زَرعتُمْ في الظلامِ نَهارَنا
اليومَ نِلتُمْ مِن شُعوبِ الأرضِ
حَقَّ الاعتِرافْ
والحقُّ سيفٌ في يَديكم لا يَخافْ
والأرضُ لا تَحمِي ضَعيفًا ساكِنًا
والظلمُ يَلتَهِمُ الضِّعافْ
لا تَستَهينوا بالحجارةِ مُطلقًا
أحجارُكُم أقوَى مِنَ السُّمِّ الزُّعافْ
(3)
وشِعارُ دَولتِكم مِن اليومِ هُنا
حَجَرٌ ، وتَحمِلُ غُصنَ زَيتونْ حَمامَةْ
وَطنٌ يُفتِّشُ في بحارِ الدمِّ
عن بَرِّ السلامَةْ
شَعبٌ يُفتِّشُ في ظَلامِ القَهرِ
عَن فَجرِ الكَرامَةْ
طِفلٌ يُفتشُ بينَ أنقاضِ المدينةِ
عَن عَلامَةْ
طِفلٌ يُفتشُ عن أبيهِ
وعن أخيهِ
وعن رَغيفٍ في صَناديقِ القُمامَةْ
فيرَى بَقايا ثَدْيِ أُمٍّ ،
كَفَّ أخٍّ ،
أو وَجهَ أبْ
فيُقلِّبُ الأشلاءَ في فَزَعٍ أمامَهْ
ويَمُدُّ في فَزَعٍ يَديهِ
مُحاوِلاً نَزْعَ ابتِسامَةْ
فشِعارُنا مَهما جَرَى
وازدادَتِ الدنيا قََتامَةْ
مُتمسِّكونَ بِحقِّنا ، وبأرضِنا
حتى وإنْ قامَتْ على القُدسِ القِيامَةْ
© 2024 - موقع الشعر