لغة أمي - عبداللطيف اللعبي

لغة أمي
 
 
لم أر أمي منذ عشرين سنة
تركت نفسها تموت جوعاً
يروى أنها كانت تخلع منديلها
كلّ صباح
وتضرب به الأرض سبع مرات
داعية على السماء والطاغية
كنت في الكهف
هناك حيث المحكوم بالأشغال الشاقة
يقرأ في الظلال
ويرسم على الجدران كتاب الحيوان
ساعتان في القطار
خلال ساعتين في القطار
أعيد شريط حياتي
دقيقتين في السنة كمعدّل وسط
نصف ساعة للطفولة
نصف ساعة للسجن
الحب، الكتب والتشرد
تتقاسم البقية
يد رفيقتي
تذوب بهدوء في يدي
رأسها على كتفي
بخفة يمامة
عند وصولنا
أصبح في الخمسين
ويبقى لي لأعيش
قرابة ساعة.
© 2024 - موقع الشعر