مع الركب إلي الله - عايض القرني

طويل الشوق يبقي في أغتراب
فقير في الحياة من الصحاب

ومن يأمنك يا نيا الدواهي
تدوسين المصاحب في التراب

وأعجب من مريدك وهو يدري
بأنك في الورى أم العجاب

ولولا أن لي معني جميلا
لبغت المكث فيها بالذهاب

ولكني كشفت الحجب عني
فكان النور من بعد الحجاب

رأيت الله في ذا الكون ربا
جميع الكائنات له تحابي

شواهد أنه فرد جليل
علي رغم المجادل بالكذاب

تأمل قدرة الرحمن وأنظر
سيهديك التأمل للصواب

ومد الطرف فيشتي النواحي
سؤالك سوف يرجع بالجواب

سماء لا عماد لها وأرض
تسير وفوقها قمم الروابي

فضاء لا انتهاء له وشمس
تضيء بحسبه بين السحاب

وماء من صخور بات يسري
يتيم في السهول وفي الهضاب

فشد كيانك الأدني برب
تنال بقربه شرف الجناب

أترضي أن تكون رهين طين
شبيها بالأرانب والذئاب

وإلا كيف يدعونا المنادي
هلموا إنه سوق المتاب

وكيف وحكمة الناموس تجري
وتصدق بالنبوة والكتاب

ابعد الطور إثر الطور ننسي
ونترك لا نقابل بالحساب

فعد للعقل واسأله يقينا
وحاول عتبه بعد العتاب

تمر بك السنون وأنت باق
علي عهد الفتوة والشباب

وكيف وشمس عمرك في دنو
وقد مازحت شيبك بالخضاب

ايافل نجمك الوضاح غبنا
بليل في متاه العمر خابي

ويمحى كل كتبت بغير جهد
ويغمد سيف ذكرك في النصاب

فقدم ما ترجى النفع منه
تزود فالرحيل علي اقتراب

وودع هذه الدنيا زهيدا
فقد أدمتك من كأس العذاب

وكيف تقيل والحادي ينادي
إلي الأخرى ورجلك في الركاب

تفيأ من ظلال الأرض حينا
ولا تغتر يوما بالسراب

وقف فوق القبور فرب ذكرى
ستحمدها وتؤي بالأياب

وإن أدنت في شك ووهم
فأنت أقل من قدر الذباب

فباعد باليقين الشك حتى
بنسبته ستظفر بانتساب

ورتل نغمة القرآن تلقي
يباعدك الثواب عن العقاب

وتابع مرسلا هاد حكيما
أشعة حكمة من كل باب

© 2024 - موقع الشعر