عزاه للبل - عامر بن نوطان

عزاه للبل من حياة الغرابيل
من شوف وقت ما تخايط فتوقه

قامت تحن كبارها والمخاليل
تشكي الزمان اللي لحقها لحوقه

محبل من دونها بالمحابيل
مثل السجين اللي تردت أو فوقه

عيونها فينا تراقب الازاويل
ما عاد به في الأرض شي تذوقه

تقابلت لا عاد حيله ولا حيل
مثل المريض اللي دنا منه عوقه

ونجحت ذخايرنا وكل المحاصيل
وجا موعد الديان يبغي حقوقه

عزوة عزيزين النفوس المشاكيل
يالله دخيلك سعرها بار سوقه

عرب لها بارض الجزيرة مداهيل
ما زاف من عشب تقطف عنوقه

كم فاختت عد مع طلعة سهيل
وكم بارق سارت على ثر بروقه

وكم ذللت من نازح البعد تذليل
وكم من عشيق وصلته معشوقه

وإن افرعت بالصيف وقت المحاويل
مثل السحاب اللي الهبايب تسوقه

يبري لها خليل عليها رجاجيل
حامينها من كل غاره وبوقه

وإن أمرحت يوصف عليها دجا الليل
فيها عشا الخاطر وفيها غبوقه

وتبوج عسرات الجبال المواحيل
وإن جات عرق حولت من عروقه

تطرب لها حتى القلوب المهابيل
وتشفي المريض وكل قلب تشوقه

منزله قبل السماوات تنزيل
وقبل الأراضي والجبال مخلوقه

يالله يا المطلوب يا عادل الميل
ندعوك من تحت السما وانت فوقه

يا منزل التوراة وكتاب الانجيل
يا راحم نفس لعطفك شفوقه

يالله بليل يجبر الخد بالسيل
يحيي الهشيم اللي اموات عروقه

تنشي قنوفه قبل ما يقبل الليل
ويمطر الين الصبح يظهر شروقه

لاجا الغروب يجي سحابه مقابيل
ويبطي وهو ما جا شمال تسوقه

بامر الكريم موكل به ميكائيل
وعلى جميع الخد يمطر حقوقه

يرعد من القبله اللي مطلع سهيل
وفي نوه الممطر تكاشف بروقه

© 2024 - موقع الشعر