يالله وانا طالبك تغفـر لـي ذنوبـي يـا غفـور - ظافر الحبابي(خوي المطاليق)

يالله وانا طالبك تغفر لي ذنوبي يا غفور
ارجيك والجا لك وانا سالك واعيد المسأله

لوما تطهرني بعفوك ما تطهرني البحور
جيتك وذنبي قد تعلاّ غاربي يا مثقله

أنا من الطين انخلقت , أخطي ولانيب معذور
قامت علي الحجّه بدعوة رسلك المرسله

مؤمن بتوراتك و إنجيلك و مؤمن بالزبور
و بسنّة محمد وآيات الكتاب المنزله

لكن خُدعت بزخرف الدنيا وزادتني غرور
أبدت مفاتنها و ورتني من العمر اجمله

طبعاً بما إني بني آدم حصل منّي قصور
واذنبت يا مولاي ذنبٍ بالخفا ما تجهله

أسألك تغفر لي و تستر موقفي يوم النشور
اليا القفت خلقك صحايفها وهي مستذهله

من يستلمها بالشمال افلس وهو يدعو ثبور
ومن يستلمها باليمين افلح لخير المنزله

واسألك يا ربي تعاونّي على نيل الأجور
أحيا حياةٍ مكسبي فيها من البر افضله

واسألك جاهٍ مع هل الدنيا وحظٍ ما يبور
أيضاً وعرفٍ مع هل الحكمه ورزقٍ تكفله

من لا تهيّا له مقامٍ مع طويلين الشبور
يبكي على ما ضاع من عمره وخيبات عمله

وان شاب راسه لا ترجّى فيه تجبير الكسور
لا خير في تالي زمانٍ ما تغانمت اوّله

ومانيب ناسي قصةٍ صارت وانا ازورالقبور
لازلت افكر في غرابتها وبالي تشغله

ساعة ظهر لي شايبٍ له حول قرنين محجور
في جوف قبرٍ عن هل الدنيا طواه ويعزله

سلّم وجا صوبي يقول : ابنشدك يللي تزور
عن حالة الدنيا وعن وضع الزمان وعن هله

أنا مضى وقتي ومرّت بي طويلات الدهور
والباقي بعمري بعيشه بينكم واستكمله

قلت : الزمان اللي يبارينا على خبرك يدور
الوقت نفسه ما تغيّر ماشيٍ في جدوله

أما البشر , , , لا والله الاّ غير من حد الجذور
صار انتقالٍ من يمين الى يسار المنقله

استغرب الشايب من اللي قلت وبليّا شعور
حط اليمين اعلىالشمال وخاطره فيه اسئله

قال : افتني عن حالة الشيبان والشيخ الوقور
أهل الخبر والراي والحكمه وضرب الأمثله

القدوه اصحاب الأمور اللي تطاع بكل شور
اللي يفضّون النزاع ويحكمون المشكله

قلت : البعض منهم على ما قلت في وصفك وقور
قدوه ولكن رايهم ما ينفرض في مسأله

الطاعه العميا بقا منها مجاملة الحضور
اللي تلاقيها مع اوّل فرصةٍ متنصّله

والبعض لا عبدٍ يخاف الله ولا عبدٍ شكور
لا زهّده شيبه من الدنيا ولا هو جمّله

بهيمةٍ يرجع على منحاه الاوّل ومحصور
في لعب بيلوته وريح زقارته ومعسّله

والبعض الآخر شابت رموشه على درب الفجور
ينقل جوازه للسفر من مزبله لا مزبله

أشيمطٍ زاني قضا عمره بحانات الخمور
والعايله ورعٍ يغرّر به وبنت مهمّله

قال : افتني عن حالة الخفرات ربّات الخدور
اللي تصان ببيت عايلها و بابه تقفله

شيهانةٍ تشمخ عفاف وتصقل فروخ الصقور
بين الفريق ببشتها الضافي وثوبٍ تسبله

قلت : العذارى في زمنّا ببغاوات الطيور
تقليد هرج و عرض ريشٍ خلفها تستخمله

تلبس عباةٍ ضيّقت حول الردايف والخصور
فضيحةٍ تكشف جسدها من علوّه لأسفله

وموضة شيالٍ تكشف الوجنات والوان الشعور
والمحرم تبدّل بجوالٍ بيدها تحمله

لا فوّحت صفر الدلال ولا عرفت غش القدور
تطبخ لها خدّامةٍ بالعايله متوكله

الأم ما صانت عفاف البنت من عمر الزهور
والأب ديّوثٍ تحكمه حرمةٍ مسترجله

وشلون يتربّى عيال ام التبرّج والسفور
الاّ خنازيرٍ دماها بارده ومغفّله

قال : افتني بحال الشباب الصلب صيّاد النمور
الفارس اللي ينطح خصومه بزندٍ يفتله

الوافي الشهم الغيور اللي لعرض الجار سور
البار عند امّه وابوه وعلم ربعه يشغله

قلت : الشباب بوقتنا وجهه مثل بدر البدور
والجسم من زود الرخا ما تنفتل فيه عضله

قصّة شعورٍ صيّرتهم لا إناث ولا ذكور
والثوب راح ولا بقى الاّ عالمٍ متبنطله

ناسٍ ( فلنتينو ) وناسٍ تلبس ( كرستانديور )
صار التنافس بينهم في لبسهم والجنتله

من كان يشرب من قرار البير مشروبه ( بيور )
والبل راعيها غدا يشرب حليب ( النستله )

مامنهم اللي قام دون اعراض جيرانه غيور
من قام قالو , , وشملقّف حضرته ؟ وشدخّله

والوالدين حقوقهم ضاعت وعنهم في نفور
ان غاب عنهم لا تذكرهم ولا جاه الوله

بدّا عليهم شلّةٍ تهوى الوطا بين الجحور
لو تعزله عنهم تبي له شان كنّك تقتله

ما راح يوم يشارك ربوعه بحزن ولا سرور
حتى ابن عمّه يعرفه بالوجه واسمه يجهله

بدّل حكاه وضيّع سلومه وحاله في دبور
وان شاف ضيف يخش حتى انّه يفارق منزله

ناظر لي الشايب بعينٍ تجمع السبع البحور
يقول : انا لا يمكن ادخل مجتمعكم واقبله

انتو لكم وقتٍ تصدّع من بلاويه الصخور
ما يقعد الجمّال به ساعه ولو ضاع جمله

© 2024 - موقع الشعر