السارق تقطع يده وعائض القرني رجل الدين

للكتاب: عبير البوح،


وحول كيفية اكتشافه لسرقة القرني يقول فراج "أهديت كتابي لصديق سعودي وبمجرد أن قرأ عنوانه اخبرني أن كتابا في المملكة شبيه بهذا العنوان فخشيت أن يكون صدر قبل كتابي فأقع في حرج، وطلبت من صديقي نسخة من الكتاب وبالفعل أرسل لي نسخه، ووجدته صدر بعد كتابي بست سنوات وأنه إلى جانب الفكرة يحوي العديد من التشابهات.. لكني و بعد التأمل وجدتها تتعدى فيه حدود التشابه وتوارد الخواطر إلى السرقة".

ويشير فراج إلى أنه حاول في ذاك الوقت مقاضاة القرني إلا أنه لم يستطيع حيث قوبل بمغالاة المحامين المصريين، ولكنه اصطدم بحائط الأتعاب العالي، خاصة وأنه لا يمكن لمثل هذه القضية إلا أن يوكلها محام كبير نظرا لما للشيخ القرني من شأن عال في المملكة.

وفي مقارنه بين كتابي فراج وفضيلة الشيخ القرني نجد

أنه تبدأ بفكرة الكتاب الرئيسية وهي الشعر وكيف كان سببا رئيسيا في قتل صاحبه، ثم في اختيار عدد كبير من الشعراء الذين يذكرهم الشاعران في كتابيهما، وكذا القصائد وأبيات الشعر التي يوردها كل منهما، مع الإشارة إلى أن كتاب فراج سبق كتاب الشيخ القرني بسبعة أعوام.

ويأتي الناقد عبدالله السمطي في دراسة سابقة له مشيرا إلى مقولة الفرزدق"

خير السرقة ما لا تقطع فيه اليد" والتي كان يعني بها سرقة الشعر، موضحا أن هذه القضية الأدبية بطلها الموضوع نفسه لا المؤلف ولا الكتاب فحسب. فمسألة قتل الشعراء ظاهرة بارزة في تراثنا العربي، منذ مقتل طرفة بن العبد، حتى مقتل الشاعر العراقي محمود البريكان في منزله بقصد السرقة. مرورا بعشرات الشعراء مثل: امرىء القيس، بشار، المتنبي، ابن المعتز، دعبل، وهاشم الرفاعي. هذا سوى قتل النفس كما نرى في حالة: عبدالباسط الصوفي، أو خليل حاوي، وسوى القتل المعنوي وهذ حدث ويحدث لآلاف الشعراء العرب قديما وحديثاً. من هنا فإن الفكرة نفسها مطروحة في الطريق، لكن من يجوهرها أولا؟ هذا هو السؤال.

ويشير السمطي في تدقيق للكتابين إلى أن كتاب سمير فراج صدر في القاهرة قبل أن يصدر الشيخ القرني كتابه بست سنوات، مشيرا إلى أن هناك ثمة علامات أو تشابهات بين الكتابين تستثير أول ما تستثير السؤال العلمي الذي لا يختلف اثنان على أهميته: ما مصدر هذه التشابهات، هل بسبب الموضوع نفسه؟ هل لأن عائض القرني اعتمد على كتاب سمير فراج في تأليف كتابه ولم يشر إليه؟ أم أن التشابه مجرد توارد خواطر بين المؤلفين؟ مع الأخذ في الاعتبار الفارق الزمني الذي ربما لا يمنع هذا التوارد!

وينتهي السمطي إلى أن الحكاية تقلها بالطبع مصادر التراث العربي المختلفة، لكن أن يتشابه المؤلفان في سرد الحكاية فهذا أمر يثير التساؤل. في هذا نموذج واحد للتشابه بين الكتابين، وهناك نماذج أخرى تبدي ما فعل اللاحق بكتاب السابق، لكن المساحة ربما لا تكفي لبيان كل هذه النماذج. من الطريف أن المؤلفين السابق واللاحق كلاهما يقرض الشعر وكلاهما له مؤلفات نقدية وأدبية.

والمتصفح للكتابين يستطيع من الوهلة الأولى ومن خلال المقارنة أن يتعرف على مدى التشابه الشديد بين العملين خاصة إذا تم متابعة قصة(هدبة بن خشرم) في كتاب سمير فراج (شعراء قتلهم شعرهم) ص 9 وهي أول الحكايات التي يتناولها المؤلف، وبين شبيهتها في كتاب الشيخ القرني والتي تبدأ من ص 175.

وفي الفهرس أدناه وجود لعدد من مواضيع كتاب فرج ، في نفس كتاب القرني ، ومنها قصة مقتل وضاح اليمن في الصفحة 49 من كتاب سمير ، وفي الصفحة 151 من كتاب القرني ، وكذلك حماد عجرد وغيرهم

© 2024 - موقع الشعر