الابداع يبداء من هنا

للكتاب: عبير البوح،


أجمعت ثلة من المثقفين والمبدعين على أن منح جائزة الأركانة العالمية للشعر في نسختها الخامسة للشاعر والكاتب الطاهر بن جلون هو احتفاء وتتويج لرمز فكري وأدبي عابر للقارات سيفتح للجائزة آفاقا عالمية أرحب.

وفي هذا السياق اعتبر الكاتب والإعلامي العربي المساري، ضمن تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش حفل تسليم جائزة  الأركانة للطاهر بن جلون مساء الاثنين الماضي ، أن المتوج "إسم عابر للقارات" ، مستشهدا بتوصله ، منذ أيام، من مهتمة برازيلية بجامعة برازيليا بترجمة للقصائد الأولى للطاهر بنجلون التي أبدعها في بداية شبابه إلى اللغة البرتغالية في طبعة أنيقة.

أما الشاعر حسن نجمي فأكد أنه "كان ينبغي أن يحظى الشاعر والكاتب المغربي الكبير بالتفاتة مغربية قبل هذا التاريخ ولربما على أكثر من مستوى"، مشيرا إلى أن "تكريم الطاهر بن جلون بجائزة (الغونكور الفرنسية)، وعدة التفاتات وبلغات أخرى وفي ثقافات أخرى قبل أن يكرم في بلده يطرح من دون شك السؤال الكبير حول مدى جدية العلائق والروابط التي ينبغي أن يربطها المغرب الثقافي بمبدعيه ومفكريه ومثقفيه".

وقال إن جائزة الأركانة بتكريمها الطاهر بن جلون إنما تحتفي بشاعر حقيقي وكبير دون إغفال قيمته ككاتب يتمتع بوضع اعتباري ورمزي كبير في الجغرافيات الروائية الانسانية".

وفوز الطاهر بن جلون بهذه الجائزة، يضيف، معناه تكريس البعد الشعري في تجربته، فقبل أن يكون روائيا كان شاعرا ، يقول حسن نجمي ، وحتى عندما اشتهر كروائي ظل الطاهر بن جلون شاعرا مخلصا لقصيدته ولأفقه الشعري الرحب، يكتب القصيدة باستمرار، يتفاعل شعريا مع عدد من الأحداث التي تهز الكيان الانساني وكيانه الشخصي ويترصد اللحظات و يلاحق الفضاءات التي يتنقل فيها بعين شعرية.

وأشار إلى أن هذه الجائزة ستعرف بدون شك لحظة جديدة في سيرورتها، لأن الطاهر بن جلون منتشر وبالتالي فهو سيأخذ هذه الجائزة الى لغات ومتلقين في أماكن يعيدة ، مبرزا أن هذا التكريم انتصار للشعر وللشعرية العربية الحديثة.

من جانبه قال الزجال مراد القادري، إن بيت الشعر من خلال تكريمه للطاهر بن جلون يؤكد على الاعتبار الذي تحظى بها القصيدة المغربية المكتوبة بالفرنسية والتي تعد ضلعا من أضلاع متن الشعر المغربي، الذي لا يمكن الحديث عنه دون إعطاء حيز وافر للقصيدة المنظومة بلغة موليير.

وأضاف أن بيت الشعر يحيي من خلال جائزة الأركانة الطاهر بن جلون ومن خلاله القصيدة باللغة الفرنسية التي تؤكد على متخيل ووجدان مغربي واحد، مبرزا أن فوز شاعر وكاتب من حجم الطاهر بنجلون ربح لجائزة الأركانة.

وفي السياق ذاته ، يقول الزجال أحمد المسيح ، إنه عندما تمنح الجائزة للطاهر بن جلون، فهي تمنح لكاتب وشاعر وصحفي ينتسب للأدب الكوني، وحصوله على الأركانة تشريف للجائزة.

© 2024 - موقع الشعر