عودة صدام حسين

للكتاب موقع الشعر، في مقالات،

عودة صدام حسين

للكتاب: موقع الشعر،


هل يمكن أن يعود صدام حسين حاكما للعراق بعد أن شاهد العالم أجمع صور عملية إعدامه؟ وهل يعقل أن يكون الشخص الذي تقدم إلى حبل المشنقة في تلك الصور هو شبيهه ؟ قد يبدو هذا الاحتمال غريبا جدا ولكن واقع الحال في عراق اليوم يؤكد أن (القائد الضرورة) كما يراه أنصاره أو (الديكتاتور الدموي) كما يراه ضحاياه عائد بقوة لحكم العراق بعد أن تسببت كوارث الاحتلال الأمريكي ومصائب الصراع الطائفي وفضائح الفساد الاداري في صناعة الأرضية المناسبة لعودته المجلجلة.

وسواء ارتدى (أبوعدي) الجديد عمامة شيعية أو عباءة سنية أو شروالا كرديا أو بدل أمريكية فإنه سيحظى بترحيب الجميع داخل العراق وخارجه وسيحصل على 100% من أصوات الناخبين, ولن تكون النتيجة مزورة هذه المرة.

الجميع يريد صدام: السنة يحلمون بعودته كي ينقذهم من محاولات الإفناء والإقصاء والإلغاء . والشيعة أيضا يتمنون عودته لان مقابره الجماعية أكثر رحمة من تفجيرات الإرهابيين التي تحصد الشيوخ والأطفال والنساء, والأكراد يترحمون على أيامه (الكيماوية) وينتظرونه بلهفة لأنه سيقطع دابر التوغلات التركية السافرة، والأتراك يبحثون عنه لأنهم يعرفون أنه مضاد حيوي فعال للالتهابات الكردية، والإيرانيون لايجدون أحدا سواه قادر على مشاغلة الأمريكان وإبعاد طهران عن مرمى الصواريخ الأمريكية، بل وحتى الأمريكان أنفسهم لن يتوصلوا إلى حل أفضل من عودته (أو إعادته) كي ينقذهم من مأزقهم العسكري والسياسي والأخلاقي.

الكل يبحث عن صدام حسين .. كل السياسيين في العالم يسألون عن عنوانه الجديد بدءا بجورج بوش وانتهاء بالملا عمر، كل المهزومين العرب الذين لم يعودوا قادرين على التمييز بين مرارات القهر المختلفة أصبحوا يحلّون أيامهم (الحنظلية) بإشاعة أن عملية إعدامه كانت مجرد فيلم أمريكي وأنه قريبا ما سيلقي خطابا صاخبا على شاشة الجزيرة (وليخسأ الخاسئون)، كل العراقيين الذين خرجوا من معتقلاته المرعبة أو عادوا من المنافي البعيدة أصبحوا يروجون بأن العراق بلد لايمكن أن يحكمه شخص آخر غير صدام حسين (.. بالروح بالدم).

لذلك كله سوف يعود صدام حسين لحكم العراق، قد يحمل اسما جديدا وملامح أخرى ولكنه هو صدام الذي لاتخطئه الأعين ولا يجهله أحد!


مصدر الخبر: عكاظ

عكاظ

© 2024 - موقع الشعر