بنت بائعة اللبن

للكتاب: حسام حمدي حمزة،


يا بائعي اللبن لا تخلطوا اللبن بالماء فتغشوا المسلمين ومن يفعل ذلك فسوف يعاقبه أمير المؤمنين!!!
مقال النهاردا إلى حدٍ ما معروف لكن هوعدك انك هتستمتع بقرأته ❤ يلا بينا🚶
في عهد سيدنا عمر بن الخطاب كان في مجموعة من بائعي اللبن بيخلطوا اللبن بالميا عشان تزداد كمية اللبن ويكسبوا أكتر
ولما البياعين دوول كتروا والناس لاحظت تغير طعم اللبن وعرفوا باللي بيعملوه البياعين دووول راحوا لسيدنا عمر واشتكولوا
فأمر سيدنا عمر بن الخطاب أحد المنادين بانو يمشي في الطرقات وينادي ويقول
"يا بائعي اللبن لا تشوبوا اللبن بالماء فتغشوا المسلمين ومن يفعل ذلك فسوف يعاقبه أمير المؤمنين"
والكل سمع منادي أمير المؤمنين.
سيدنا عمر بن الخطاب كان من شدة عدله وخوفه من ﷲ عز وجل كان بيقول "لو عثرت بغلة في العراق لسألني ﷲ تعالى لما لم تمهد لها الطريق يا عمر" ولذلك كان من عادة سيدنا عمر انو بيخرج كل ليلة من بيته يمشي ف الطرقات عشان يتفقد أحوال الرعية
وفي ليلة من الليالي خرج سيدنا عمر بن الخطاب مع خادمه "أسلم" كعادته يتفقد احوال الرعية
ومن كتر المشي وطول المسافة اللي مشاها تعب فقعد جمب حيط عشان يستريح شويا وهو قاعد فجأه سمع صوت واحدة ست بتقول لبنتها قومي يا بنتي واخلطي اللبن بالماء فالبنت قالتلها يا أمي بس سيدنا عمر نهانا اننا نعمل كدا قالتلها وهو عمر يعني شايفنا فردت البنت رد خلده التاريخ رد الخائفة من ﷲ عز وجل ردت وقالت "إن كان عمر لا يرانا فربُ عمر يرانا"
لمَّا سمع سيدنا عُمر الحوار اللي دار بين الام وبنتها وازاي كان رد البنت على أمها ومدى خوفها من ﷲ عز وجل
قام سيدنا عُمر بن الخطاب من مكانه وقال لخادمه أسلم حط علامه على باب البيت دا عشان ابقى أعرفه
واتجه سيدنا عمر بن الخطاب لبيته وتاني يوم الصبح أرسل خادمه أسلم عشان يستفسر عن حال البنت وأمها وهل هي متزوجه ولا بِكر، فراح الخادم أسلم وسأل عن أهل البيت وعرف أن الفتاة هي "أم عمارة بنت سفيان بن عبدﷲ بن ربيعة الثقفي" وإنها مش متجوزة وعايشه مع أمها العجوز.
رجع أسلم لسيدنا عُمر وأخبره بأمر البنت وأمها، فقام سيدنا عمر بجمع أبناءه حوله واللي هما
(عبد ﷲ، وعبد الرحمن، وعاصم)رضوان ﷲ عليهم وعن أبيهم
وقالهم
مين فيكم عايز يتجوز عشان أجوزه رد عبدالرحمن وقال أنا عندي زوجة ورد عبدﷲ وقال أنا كمان عندي زوجة ولا حاجة لي بالزواج فقال عمر لو كان بأبيكم حركة إلى النساء ما سبقه منكم احد الى هذه الجارية
فرد عاصم وقال يا أبي إني ليس لي زوجه فزوجني..
فأعلن سيدنا عُمر بن الخطاب بزواج بنت بائعة اللبن من بنه عاصم بن عمر
وبعد فترة من الزمن أنجبت أم عمارة لعاصم بنتين وسموهم حفصة وليلى
وبعد سنيين، لما كبرت ليلى تزوجت من عبد العزيز بن مروان ابن الخليفة الأموي مروان بن الحكم وأخو الخليفة عبدالملك بن مروان وبعد زواجهم انجبت ليلى لعبدالعزيز بن مروان طفل جميل سموه عمر
ايوا هو عمر بن عبد العزيز الخليفة الراشد الخامس اللي حكم سنتين وخمس شهور عاشوا الناس فيهم حياة كلها سعادة وعدل ورخاء ونعيم لحد ما امتلئت خزائن بيت المال بالخير الكتير.
«إذا كان الفرع مثمر فاعلم ان الجذور اصيلة ❤️»
فعمر بن عبد العزيز الصالح من نسل عاصم بن عمر بن الخطاب وزوجته الصالحة التقية النقية ام عمارة بنت بائعة اللبن🤍
والقصة دي تعلمنا الكتير من الدروس منها:
•العدل اساس الملك
•مراقبة ﷲ عز وجل في السر والعلن والخوف منهﷻ
•التحلي بصفة الامانة اللي اتصفت بيها بنت بائعة اللبن ودا اللي خلى سيدنا عمر يصر على ان يزوجها لابنه عاصم
•تحول ام عمارة من بنت بائعة اللبن الى زوجه لعاصم بن عمر بن الخطاب بسبب امانتها وصدقها وخوفها من ﷲﷻ
•الذرية الصالحة وليدة الأسرة الصالحة
وفي نهاية المقال احب اقول
من الواجب علينا كمسلمين اننا نقتدي بحياة الصالحين ونتعلم منهم ونطبق الصفات الحميدة اللي اتصفوا بيها في حياتنا العملية ونحولها إلى منهج حياة يقودنا إلى رضى ﷲ والسعادة في الدنيا والآخرة.
رضي ﷲ عن أم عمارة وعن زوجها عاصم وعن أبيه بن الخطاب وعن حفيدهم الصالح عمر بن عبد العزيز وعن الصحابة أجمعين💜

#حسام_حمدي

© 2024 - موقع الشعر