الشعر حنينٌ ورنينٌ وأنين! (الشعراء في نظري على ضربين متناقضين ، وكلاهما يصوغ الشعر. ولكن شتان بين شعر وشعر ، وشاعر وشاعر! فأما الفريق الأول من الشعراء فهم شعراء كتبوا واجتهدوا ونشطوا وأرادوا بشعرهم الدنيا! فلم يحرمهم الله إياها. فمنهم من أعطِيَ المال لأنه كتب للدرهم والدينار ومنهم من أعطي الدور والقصور لأنه اجتهد وكتب للدور والقصور ، ومنهم من أعطي الشهرة والصيت الذائع لأنه من البداية كتب لهما ، ومنهم من أعطِيَ المال والدار والشهرة والأضواء والصيت ، نعم أعطيها جميها لأنه عمل لكل هذه الأشياء فنالها. ولعل هذا الفريق قد اتسم بالسمت العام الغالب على جُل الشعراء على كرّ الدهور وتوالي الأعوام وتعاقب العصور والأجيال ، منذ فجر التاريخ وإلى يومنا هذا ، وإلى أن يرث الله تعالى الأرض بما عليها وبمن عليها. مما أزرى بالشعر عند كثير من العامة والدهماء. وهذا الفريق له نصيب كبير من وصف القرآن للشعراء: (والشعراء يتبعهمُ الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون). وأما الفريق الثاني من الشعراء فهمُ الذين أرادوا بالشعر وجه الله والدار الآخرة (وقليلٌ ما هم)

© 2024 - موقع الشعر