هذا بعضُ ما أعيش - معارضة للأميري! (عندما يرحل فلذات الأكباد يتعذب الأب ، إذ يبقى وحيداً يغالب جوى الأشواق إليهم ولواعج الترقب لعودتهم. إن مثل هذا الشعور عند الشاعر جدير بأن يجعله في انتظار قصيدة يرفرف صداها على وحدته ومعاناته. فبعد أن نقشتُ هذه القصيدة رحتُ أرجّع ألحانها وأعيد النظر فيها مرة بعد مرة. فألفيتها قد أخرجتْ ما بي من ألم الفراق على قرطاسي الحزين. وصارت بعد ذلك رسالة شعرية يتمثلها كل من رحل عنه أحبابه وصغاره وعاش ما عشتُ من الشجن. والشاعر حالب والقارئ شارب! حقيقة إنه بعد رحيل الأحباب يشعر الإنسان بالفراغ القاتل! لكن الشعراء - والشعراء الموحدين فقط - لا يقتلهم الفراغ بقدر ما يُسليهم ويمتع أدبهم وينمي شعرهم ، فإذا الفراغ القاتل طريق إلى إثراء الأدب ووسيلة من وسائل تحويل الوحدة إلى شعر موحد مؤمن تصل النفس عن طريقه إلى اليقين في الله عز وجل. ولا يخفى تأثري بقصيدة شاعرنا الكبير عمر بهاء الدين الأميري: (أين الضجيج العذب؟) ومن هنا عارضتها بهذه القصيدة مع احترامي للأميري وحفظ مقامه وسبقه! ويبقى لي شرف المحاولة الذي أدندن حوله دائماً!))

© 2024 - موقع الشعر