لماذا يُصِر بعضهم على السطو الفكري؟ - أحمد علي سليمان

صاحِ عطّرْ بصائرَ الأخيارِ
ثم شنفْ مسامعَ السُّمّارِ

وتتبعْ مَن يخدعون البرايا
وعلى الباغين جُدْ بالثار

يَسْحَرون الألبابَ دون اكتراثٍ
وكأن العقول كالأحجار

يَخْتِلون القٌراءَ دون احترام
هل غدا القراء كالأعيار؟

سرقوا أفكار الأباة ، وظنوا
أن جيلاً يحيا بلا أفكار

واستطالوا في السطو ، لم يستفيقوا
خاب ساطٍ يسطو على الأشعار

القريضُ يُسطى عليه جهاراً
أولستم تخشوْن وخزَ العار؟

أولستم تخشون رباً قديراً؟
أأمنتم في البعث حرقَ النار؟

عصرنا يا أغرارُ عصرُ اكتشافٍ
لا مكانَ - في العلم - للأغرار

عصرُ (معلوماتٍ) تروح وتغدو
والحواسيبُ في خُطا الأسفار

يا (منارَ الإسلام) جِدّي مَلِياً
أتحفيناُ بما ورا الأستار

(عَوضَ) الخير: ذا مقالٌ بديعٌ
كُن على مَن يسطون كالبَتّار

لا يكونُ الأخيرَ ، كلا ، ولكنْ
قطرةٌ نَدَّتْ مِن سَيلِك الجَرّار

فتعقبْ مَن يسرقون ، وسجِّلْ
ثم أخرجْ سفراً إلى الأمصار

ولك الأجرُ من مليكٍ كريم
ولك الشكرُ في دُعا الأبرار

ربّما قد أرجعتَ حقاً سليباً
أهلُه قد غابوا عن الأنظار

و (المنارُ) لن تُغلقَ الباب قطعاً
في (الإماراتِ) ليس مِثْلُ (المنار)

© 2024 - موقع الشعر