لا تعلو العين على الحاجب - أحمد علي سليمان

لا تعلو العينُ على الحاجبْ
ها ذاك هو الرأي الصائبْ

أستاذي يا قرّة عيني
أستاذٌ أنت ، أنا الطالب

قدْرُك محفوظ في قلبي
أنت الحاضرُ ، وأنا الغائب

مهما حصّلتُ فتحصيلي
مِن فضل المنان الواهب

ثم الفضل لمن قد ربّى
مَن صَنعَ العالِمَ والكاتب

علمني الأستاذ كثيراً
واليومَ الحبلُ على الغارب

فنهلتُ العلمَ مع التقوى
وغزا قلبي الفكرُ الثاقب

والروحُ سَمتْ في عالمها
وأنا - فيما تسمو - راغب

أكبرتُ جميلك أستاذي
وجعلتك لي الأبَ والصاحب

وشكرتُ صنيعك معترفاً
بالفضل لمن أدى الواجب

وتخذتك لي مثلاً أعلى
ما أنا – في قولي – باللاعب

ومنحتك أطيبَ أوسمتي
في شعر منتظم القالب

نصٌ مِن غرسِك زبدته
مِن شِبل وُدَّكُمُ خاطب

لم يُهدِرْ حق مُعلمه
فمُهينُ مُعلمه خائب

وعلى (المتدارَكِ) نبرتُه
لم يَرعَ الرتبة والراتب

بل خاف عقوقَ معلمه
ومِن الأخطاء هو التائب

أستاذي غرسُك في حرَج
مِن دعوة أصحاب مواهب

فندبت الدعوة لشقيقي
فاستحيَ الموكلُ والنادب

حييتُ ضيوفَ مناسبتي
مِن صحب جاؤوا وأقارب

ورفعتُ مقام أساتذتي
والرفعُ مدارسُ ومذاهب

وشرفتُ بهم فيمن حضروا
كنجوم من بين كواكب

وتحاياهم شحذتْ عزمي
فاجتزتُ دغاولَ ومَصاعب

واللجنة شهدتْ بنجاحي
وبرغم مآخذ ومثالب

وبرغم عيوب في بحثي
وبرغم نصائحَ ومقالب

واستلهمتُ وصايا أهلي
مِن طفل يحبو ، أو شايب

واستحضرتُ عطا أستاذي
وخصوصاً ما فيه تقارب

في وجهات النظر الشتى
إذ دُرستْ مِن كل جوانب

حفظ الرحمنُ أساتذتي
ووقاهم مِحناً ومصائب

© 2024 - موقع الشعر