دموع القلب! (اهتدى على يد طفل) - أحمد علي سليمان

ودَّعَ القلبُ الهوى والفوضى
وغدا دمعي المُعنى فيضا

وانطلقتُ أرى الحقائق شمساً
فأحوز مِن كل معنىً وَمضا

وأسلي روحي بحلو السجايا
وأرى قومي بالمعاصي مرضى

إنني قد خُلِقتُ خلقاً جديداً
بعضُ نفسي قد كان عادى البعضا

وأراني للنور أسعى وحيداً
وأزكي للطيبات الركضا

حق لي أن لا أستكين لهزل
ولعيني أن لا تذوق الغمضا

إنني قد أبصرتُ رشدي ودربي
ومِن العمر قد كفي ما تمضّى

سيفُ عمري ماضٍ يحُزّ البقايا
والمنايا من سيف عمريَ أمضى

وكذا ريبُ الدهر يسعى حثيثاً
يقطع العمرَ والمدى والأرضا

وأرى سُوق الحياة مُقاماً
وسيغدو - بين الورى - مُنفضا

وأرى النصح واجباً ولزاماً
هو دَيْنٌ حتماً عليَّ سيُقضى

أيها الناس: الفسقُ عارٌ عليكم
والذكيّ - صدقاً - به ليس يرضى

فخذوا مني عِبرة ، واعقلوها
واخفضوا للفهم النوايا خفضا

ربما آنستم بقولي رشاداً
حيث إني قد بُحتُ بوحاً مَحضا

جُبتُ أرض المليك شرقاً وغرباً
ومسحتُ الأصقاعَ طولاً وعرضا

وطعِمتُ ألذ ما أشتهيه
ونفضتُ اللذاتِ بالكادِ نفضا

وتمتعتُ بالدنايا طويلاً
وعضضتُ على القبائح عَضا

صدقوني فما سعدتُ بعيشي
بعدها قلت: إن هذي فوضى

واعتنقتُ الإسلامَ ديناً ودنيا
ونهضتُ للعلم والدرس نهضا

أسلموا يا أقوامنا ، واستجيبوا
وأقيموا حدوده والفرضا

تسعدوا دنيا وأخرى ، وتنجوا
يا رفاقي غُضوا عن الدعر غضا

إنني قد أبلغتُكم ، وحسابي
عند ربي ، أعذرتُ حتى يرضى

© 2024 - موقع الشعر