بقدر احترامي كان احتقاري! - أحمد علي سليمان

خَلعن المبادئَ ياللأسى
فبتْن بما جئْن أشقى النسا

وكنتُ أوَقرُ سَمت الحيا
وسِتراً على مَنهج أسِّسا

فأغمضتُ عَينَيَّ مستعظماً
جمالاً بداجي السواد اكتسى

حَبتْه العباءاتُ أستارَها
فبات بإسدالها أنفسا

فأكْبرتُهن ، وقلبي بكى
وفي الطهر عقلي رسا

وقلتُ: العقائلُ أحرَجْنني
وأذهبْن ما هالني من أسى

أطلن الجلابيبَ ، أرسلنها
وغطين بالأثوُب الأرؤسا

وأدنين منها ، فحَلَّ الخفا
وعُمِّيَ حُسنٌ بما ألبسا

فما عُرفتْ (هندُ) من عَزةٍ
ولم تُبصرَنْ أعيُنٌ سُندسا

وكان لهن سنا مِشيةٍ
تُخامرُ ليلاً إذا عسعسا

فحولن نص الكتاب إلى
حقائقَ تستنطقُ الفهرسا

جَلائلَ يمشين في عالم
غدا بالخنا والزنا أتعسا

كَواملَ يحيين وفق الهُدى
وطِبْن بتطبيقه أنفسا

فلما انقضتْ رحلة ، وانتهى
رحيلٌ بصبح غدا مُشمِسا

رأيتُ العباءاتِ تشكو الجفا
وكادتْ من الوصل أن تيأسا

تقول: رُمِيتُ على مقعدٍ
كتُرب جدير بأن يُكنسا

فأمسكتُها مشفقاً عاتباً
فما كان لي قط أن ألمسا

صواحبُهن قلين الهُدى
وقلبي عليهن فوراً قسا

وضجَّ احترامي الذي كِلتُه
فأحرى به الآن أن يُحبسا

وفاض احتقاري الذي ذِعتُه
وحُق لوجهيَ أن يعبسا

وعِبتُ التصرفَ مُستهجناً
ونهجاً أردتُ بأن يُغرسا

عسايَ أزيلُ أسى طاقمي
لقد ينفعُ اليومَ لفظ عسى

فهذي النساوينُ من يثربٍ
ولستُ أراهن مِن رُودِسا

بُنياتُ (يَعرُبَ) يا سائلي
فهل (يَعربٌ) قد غدا (ماركسا)؟

حشيماتُ دار يعشْن بها
فإما رحلن خلعن الكِسا

لزمن السفورَ وهتك الحيا
تبعن بما جئنه أحمُسا

وهذي بضاعتُنا أرجعتْ
إلينا ، وجيلي بها أركِسا

فشتان بين الحجاب أتى
بعِلم حري بأن يُدرسا

وتوحيد رب له أعبدٌ
وزوجاتهم من كِرام النسا

وبين الحجاب أتى عادة
وعُرفاً ترسخ واستُؤنسا

مناسبة القصيدة

(إنه رجلٌ أخذتْه الغيرة على الأعراض الرخيصة التي تصعدُ إلى الطائرة بالعباءات السوداء السابغة الفضفاضة ، وعند النزول من الطائرة تُتركُ هذه العباءات على الكراسي! فأمسك بعباءتين منها ، وأنشأ يقول: إنه بقدر احترامي لصويحبات هذه العباءات – بقدر احتقاري لهن! عجبتُ لمن يُلقين بمبادئهن وأخلاقهن وقيمهن على الأرض ، غير عابئاتٍ بإهانة البلاد ، ولا بغضب ربِّ العباد! لقد كتب على حسابه تحت عنوان: (العباءات البريئة) في (تويتر) وفي (الفيس بك) هذا الطيار الأمريكي (جي إف كي) يقول بالنص:- تفاجأتُ عندما صعدتِ الطائرة نساءٌ من بلادهن العربية المسلمة بالعباءات محتشمات ، فغضضتُ بصري احتراماً وحياءً لحِشمتهن ووقارهن! وعندما هبطت الطائرة ونزل ركابها ، وجدتُ العباءات خلف الكراسي قبل نزولهن مطار كذا الدولي! قال ذلك وهو يضحكُ على تلك العقول الخاوية التي رَمتْ مبادئها بمجرد خروجها من بلادها ، هذا هو حال بعض نسائنا للأسف!)
© 2024 - موقع الشعر