بعض أنين زوج - أحمد علي سليمان

زوّجونى لما كبرتُ عروسا
غادة في العشرين تدعى لَمِيسا

وبذلتُ ما أستطيعُ لتهنا
فإذا بالفؤاد يُمسي بئيسا

وإذا بالحياة تغدو جحيماً
وغدا السير في دجاها حسيسا

وإذا بالزواج يبدو عذاباً
يُترعُ الضنك للحليل كؤوسا

وكأن الأهلين قد زوجوني
عِرسة - من بين النسا - لا عروسا

لست أدرى كيف ارتضيتُ زواجاً
مثل حرب تُزجي الشقا والوطيسا؟

زلة أودت بالأماني ، وفاقت
في ضحاياها داحساً والبسوسا

ما حسبتُ حسابها ، لا ، وربي
ويميني ليست يميناً غموسا

غالبتْنى الأحزان حتى طوتْني
والأنينُ أمسى يذر العبوسا

كيف من هذا الزواج يوماً خلاصٌ؟
إنها شرٌ صاحباً وأنيسا

ليس حلٌ إلا وقد جاوزته
كل يوم تشن حرباً ضروسا

وكأني عبدٌ ذليلٌ لديها
كيف أحيا في سجنها محبوسا؟

إن يكن هذا شأن كل زواج
فلنعشْ عُزاباً نجيرُ النفوسا

كنتُ في الناس ذا إباءٍ وشأن
وشموخ يطوي الغثا والرؤوسا

ثم - بعد الزواج - صرتُ أسيراً
في قيود تُهدي الأنام الدروسا

إنني - من هذا الزواج - برئٌ
قد يكون الطلاقُ حلاً نفيسا

© 2024 - موقع الشعر