رسالة إلى أمير الريف - لطفي القسمي

كتبت لك يا أمير الريف
رسالة مكتوبة بمداد الحزن
أقول لك صدقت فيما قلت
ووفقت فيما قررت
فالأرض التي ضحيت لأجلها
وضحى لأجلها فقراء الوطن
لم تستقل يوما
بل بيعت في أيكس ليبان
والبائع قبض الثمن
وها هو اليوم يحرس ضيعة السيد
والشعب الذي ضحى بالدم
ها هو اليوم يدفع الثمن
ليس عيبا أن أكتب لك يا ابن الخطابي
ف رسائلي لا تصل الأحياء
لعلها تجد طريقا للأموات
كنت محقا يا أب عائشة
الاستعمار خرج من الباب
ودخل من النافذة
ونصب خدامه من الأعيان
كيف خاننا من قادوا النضال
ووقعوا على وثيقة الاستقلال
عفوا وثيقة الاستغلال
وأقنعوا الأحرار بالأوهام
كيف سمحوا بتوقيع المعاهدة مع الشيطان
ألم يدرسوا في كتاب القرآن
أن لا اتفاق مع الشيطان
ولا وطن يبنى بمساعدة الشيطان
ولا خير في حضرة الشيطان
كيف باعنا من سموا أنفسهم قادتنا
يا زعيم الريف أنت مت شريفا
لم تلطخ يدك بالصفقة المشؤومة
لكنك بلا شك كنت تعلم
أن الشعب سوف يدفع الثمن
وأن أراضيه سوف تباع بأبخس ثمن
كنت تعلم يا ابن الريف
أن الشعب الذي ضحى بالغالي و النفيس
سوف تسلط عليه حكومة بلا ضمير
ومخزن يقسو على الفقير
وشركات بلا اسم تنهب أرض الوطن
كنت على حق يا أمير الريف
كيف يطيب لك العيش
في وطن يسير بالمصلحة الشخصية
لا علم فيه يبشر بالخير
ولا كرامة فيه تصان
وحقوق العباد في خبر كان
يا أمير الريف أكتب لك
بمداد الأسف على ما يقع الآن
رسالتي يا ابن الخطابي كلها ألم
ولن تجد سطرا فيه الفرح
فالسعادة ضاعت
في زحمة الجري وراء الأوهام
والبسمة سرقت من خدود العباد
ومن سموا أنفسهم حكام
اليوم سمحوا لأنفسهم
ببيع أرض الأجداد
نعم يا زعيم الريف
الارض التي قدت فيها أروع المعارك
لتحررها من قبضة الصليب
ها هي اليوم تباع للعدو بأبخس ثمن
تسلم للعدو على طبق من ذهب
أتعلم يا أب عائشة
حتى الكلاوي الخائن
لم يصل لهذا الدرجة من السذاجة
يا أمير الريف
أخاف أن أجد نفسي غدا
أباع في المزاد كقطعة أثاث
أو ك شاة تباع في سوق الغنم
يا ابن الخطابي
لم يبقى لنا شيء في أرضنا
حتى الهواء أعلنوا ملكيته
يا ابن الخطابي
أختتم رسالتي بالسلام
وأضع في الختام ثلاث نقط
فهناك الكثير ليقال
لكن كثرة كوارث الحكام
جعلت اللسان عاجز عن الكلام
وحائر على من سيلقي اللوم
هل على الحكام
أم على شعب يستمتع وهو يهان
© 2024 - موقع الشعر