على جنبات الشاطئ

لـ لطفي القسمي، ، في روايات وقصص، 18، آخر تحديث

على جنبات الشاطئ - لطفي القسمي

هنا على جنبات الشاطئ
أجلس وحدي أراقب بشغف
طيور النورس وهي ترقص
والأمواج العازفة
وهي تعزف سمفونيتها المعتادة
كل شيء هادئ هنا
رمال ذهبية
ليست في ملك أحد
وزرقة البحر تخطف الأبصار
والسماء الزرقاء تعيدها
وفي أعماق البحر
أسرار عميقة
بعمق أسرار قلب الإنسان
وحدي وسط هذا الجمال
أراقب بشغف
تفاصيل المكان
هنا لا يوجد سوى الجمال
كل شيء جميل
كل شيء أزرق
كل شيء بخير
هنا يتجدد الشباب
وتتلاشى أسطورة خرونوس
وينعدم الزمن
فقط أسطورة بوسيدون
تزين المكان
ليس معي إلا نفسي
ورحمة ربي
وليس هناك كلمات
لأنمقها لغيري
ولا نظرات أرمق بها سيدة
تنشر نفسها على الرمال
فقط أنا وحيدا وسط كل هذا الجمال
وشمس الظهيرة ساطعة فوقي
تتحرش حرارتها بجسمي
ومظلة مهجورة تنظر نحوي
وتترقب حضوري
وسلطعون بلون رمادي
يجاري أقدامي
ويسبقني للظل
فأعود للشمس
وتعود الأمواج
لمداعبة أقدامي
مانحة لي السلام الداخلي
هنا كل شيء بخير
كل شيء مثالي
كل شيء رائع
لا أحد هنا
يعكر مزاجي
السلام يسكن وجداني
الهدوء يجري في دمي
والأمان يعم المكان
لا أحد هنا غيري
كل شيء مغري
كل شيء يرضي
كل شيء يبتسم لي
كل شيء ألمحه هنا أحبه
ويحبني
لا خيانة هنا
لا عداوة هنا
لا حقد هنا
لا مكر هنا
فقط أنا
وأنا بخير هنا
ما دمت وحدي
وسط الجمال الرباني
© 2024 - موقع الشعر