معلومات عامة
تمت الإضافة
الدولة
السعودية
المُشرف أرسل رسالة
المعلومات المتوفرة عن الشاعر

الشاعر سالم الحميد

حيـن كانت بلدة الزبير تزخر بأهلها من أهل نجد الذين اضطرتهم سنين القحـط والأوبئـة إلى أن يهـاجروا شمالاً عرفت هذه البلدة عدداً كبيراً من الشعراء ، وليس محمد بن لعبــون وعبدالله بين ربيعة وعبدالرحمن القديمي سوى أمثلة لشعراء آخرين كثر يعد ] سالم الحميد [ أحد أبرزهم ، وسنحاول في ما يأتي من السطور التعرف على هذا الشاعر وما ترك من تراث . 

هو] سالم بن محمد بن عبدالله الحمّيد [ من مواليد الزبير سنة 1282هـ ( 1865م ) ،وعاش حياته فقيراً رغم أنع عمل رئيساً لحراس البلدة في بعض الفترات ، ومـات فقيـراً بعـن أن عمـّر أقل من مائة سنة حيث توفي سنة 1376هـ  ( 1956م ) . 

رغم قصائده الجادة التي كانت تتمثـل في غالبها أغراض المدح والرثاء والحكمة فإنه اتخذ من الطرافة والسخـرية والألحـان الغنائية الخفيفة قالباً لغزلياته وخاصة في محبوبته التي كان يلقبها بـ" ثقيلة " . 

ومن أشعاره قوله في مدح الشيخ حمود بن جراح الصباح : 

           يا رجم عدّيتك ولو كلف مرقـــــاك 

                               باغٍ أكسر عـــــبرتي فــــــوق عاليك 

           لو البلا به "سالمٍ" كان مـــــا جاك 

                               وقّع براســـــك ما تـــذّرى بحدريك 

           يا قلب طاوعني والى طعت طعنــاك 

                               تعلـــــم بمضمـوني ولا هوب خافيك 

وفي آخر القصيدة يقول سالم هذه الأبيات : 

           من أوِلٍ نرعى أمينـــــين بحمـــاك 

                               واليــــــوم ظلّينا على الدار نرجيــك 



           ما زّل يوم الاّ على البـــــال طرياك 

                               عمرك يطول ويبعد الشر ما ما يجيك 

           يمناك يـــــا زبن المشافيق يمنـــاك 

                               العزّ فــــالك والسعــــــد دوم يتليك 

           وان كان ا تاقف على الطيّ برشاك 

                               ما كفّ غيــــــرك والتقاطيش ترويك 

وعرف سالم الحميد بأنه مولع بالقنص لدرجة غريبة وله في ذلك مواقف وحكايات ، ومن نصائحه بخصوص الصقارة يقول الحميد : 

           وش تبي برخو الجناح؟ ×  إقنص بطير الفلاح 

     طبيعي واشتر جردوي × واترك الكوبى الشرودي 

                       لا تعصّى بكل عودي × ما القصب ينفع سلاح

     بالحرار فروخ سود × فعلهن فعل الأســـود 

                      ما الجعر مثل الفهود × ولا الحلــــو مثل الملاح 

     عندنا لك حر شامي × مقرنسة لي كمّ عامي 

                       أشقر زين الموامي × كـــــن باسفلهــــن رماح 

     وش تبي باللي يحوم × يعذّبك في كــل يوم 

                       لا تصيّح بالحزوم × لا تــــرجىّ .. الطير راح ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍

ومن قصائده الطريفة تلك الغـزلية في " مسـز جاكلين " وقصتها أنه في رحلة برية في أثل الزبير خلال الخمسينـات التقى الشـاعر سالـم الحميـد بالقناصل الأجانب وزوجاتهم ، وتبـادل معهـم الأحاديث الطريفة ، وها هو يتغزل بإحداهن " مسز جاكلين " : 

           السيدات وجاكلين × ع الكراسي جالسين 

     شلون هالبنت اللطيفة × شلون مملوحة وعفيفة 

                       عال من بيت وشريفة × اللي اسمهـــا جاكلين 

     لوذ عاقلنا يشــــــوفه × لازم الليلـــــة يحوفه 

                       لو باصّف لك ردوفه × طعوس رمـــــلٍ بالبطين 

ومن تعزله في " ثقيلة " قوله : 

           من "ثقيْلة " شربت الكاس × شقــــــا عيني وعذاب الناس

     ثقيلة بالدجى تاضي × على الزعــلان والراضي 

                       ثقيلة ان شافها القاضي × فتى لمدقوق الالعاس 

     ثقيلة عيب انا انساها × ولو ما انجاب طرياهـا 

                       صبغ بالقلب حنــــــّاها × ولا تدري به الناس 

     ثقيلة كنـــــّا اللاله × بمشخـــــص بيد دلاّلـه 

                       "سويلم" لـــــو تهيّي له × لحقها وترّك الناس 

ونعود للقنص مرة أخرى فنرافق الشاعر سالم الحميد في رحلة قنص مع أحمد البراهيم الراشد شقيق "عبدالله " شيخ الزبير سنة 1336هـ ، وكانت مع سالم بندقية لا تخطئ فأصاب بها ستة من الظباء تمزقت جلودها ، ولم يصدق أحمد أن كل هذا من صيد الشـاعر بل قل أن تمـزيق الجلود دليل على أن الذئاب هي التي افترستها وعندها قال الشاعر قصيدة أكدت له حقه في الصيد منها : 

           الصيد يذكر بالــمجالس حكي به 

                               تحزّمـــــوا ياهــل الموازر بترتيب 

           كـــــلٍّ يبيــــــّن بالتفافيق طيبه 

                               عنــــد البني إليا ليفتوا المعازيب 

          الحمــــد لله يـــــوم جتني غريبة 

                               من سلاح دولتنا عطوها المناصيب



           خمسة كيالة رميها تقتدي بـــــه 

                               مـــا هو خفيٍّ بيّنٍ بالتجـــاريب 

           "الجرمني" من صاغها ولا تجبيه 

                               شغل الخبيث مسوجره باللواليب 

           صنّاعها يصنع ولا احدٍ دري بــه 

                               محـــــدٍ يشوفه بانيٍ له سراديب 



ولو أردنا أن نقف مع كل حكاية من حكـايات سالم الحميد ونقرأ ما كتب فيها من شعر لطال بنا الأمر ، ولكن يبقى لنا أن نقول أن شعر سالم الحميد أو جزءً كبيراً منخ جمعه د. علي عبدالرحمن أبا حسيـن في ديـوان باسم الشاعر ندرت نسخه الآن ، وكم أتنى أن يقوم أحد المهتمين بتــراث هذا الشاعر بإعادة طبعه ، والاهتمام بجمع المتناثر من شعره في كتاب يستحقه هذا الشاعر منا .
© 2024 - موقع الشعر