معلومات عامة
تمت الإضافة
الموسوعة إضغط هنا
المعلومات المتوفرة عن الشاعر

الأمير نوري بن هزاع بن نايف بن عبدالله بن منيف الشعلان

ينتمي الأمير نوري بن هزاع بن نايف بن عبدالله بن منيف الشعلان إلى عشيرة الرولة ، من قبيلة عنزة النجدية ، من ضنا مسلم وبطن الجلاس . ولأسرة الشعلان تاريخ كبير وعريق في شئون البادية ومضاربها ووقوفهم إلى جانب القضايا العربية ، ويعود أصولهم على منطقة نجد في المملكة العربية السعودية التي هاجروها في بداية القرن الثامن عشر ميلادي غثر قحط نجد ، وتوجهوا شمالاً حتى وصلوا مناطق الجوف والقريات وما حولها وكذلك منطقة المثلث المعروفة بسلطتهم تاريخياً ، وعبروا بعد ذلك وادي السرحان بعد حرب ضروس مع القبائل الشامية والنجدية المتوجهة إلى بادية الشام لنفس السبب ، واستطاعوا التقدم حتى مناطق درعا وشرق البادية السورية مروراً بمناطق دمشق ومنها بلدة عدرا وصولاً إلى سهول حمص والقريتين وحسية والفركلس ومزارع البصيري ، علماً بأن الأمير نواف ابن الأمير نوري كان قد بنى قلعة حكم في كاف شرق قريات الملح وبدأ يمارس سلطة الحكم منها على تلك المنطقة ، وذلك في بداية القرن العشرين . 

هذا وقد تقلد الأمير نوري رئاسة الرولة سنة 1894م ، وبدأ عهد جديد لهذه العشيرة الكبيرة بقيادة هذا الأمير الشجاع الحكيم في الشئون العامة . 

ويقول الكاتب أحمد وصفي زكريا في كتابه عشائر الشام ص375: (( إن الأمير نوري قد رافق أهم الوقائع التي مرت بها ببلاد الشام خلال نصف قرن أو نحوه في عهد السلطان عبدالحميد والسلطان رشاد والاتحاديين ، وسامي باشا الفاروقي ، وجمال باشا قائد الجيش الرابع والملك فيصل بن الحسين ، وعهد الجنرال غورو ، ولما اشتعلت الثورة الشامية الكبرى سنة 1925م ، وما بعدها أبرق النوري إلى المفوض السامي الفرنسي يستنكر هذه الثورة ويعرض ولاءه ومعاونته – تقديم البشير لسنة 1929م ص183 - ، وقد ظل على هذا الولاء طيلة الانتداب الفرنسي . وقد وصف الصحفي عبدالله ماجد الكريدية في مقالته عن البادية في مجلة مساس سنة 1932م ما ملخصه : الأمير نوري سلطان البادية ورائدها دون منازع طوال فترة حياته ، حيث كان يتمتع بشخصية قوية مميزة وذات نفوذ وسلطان على أركانها . ويضيف : كان إذ همس نوري في عدرا تحركت له مضارب الجوف جنوباً مروراً بوادي السرحان وقريات الملح وحوران حتى القريتين وحيسة شمالاً . وأضاف : كنت قد اجتمعت مع الأمير نوري في بيروت وزرته في مضاربه في البادية لأكثر من مرة ، وكذلك في قصره الكبير في دمشق حيث كنت موفداً من قبل الآغا كريدية حاملاً رسالة إليه وكنت في كل زيارة اكتشفت قوة الأمير نوري هذا الرجل الكريم بأخلاقه ، الكبير برجولته وهيبته السموحة وفي إحدى الاجتماعات معه وكان متواجداً ، صدفة ، شيخ قبيلة بني صخر ، اعتقد الشيخ سطام ... أو الشيخ مثقال الفائز ، وشيخ قبيلة الموالي الأبوريشة ، والشيخ بدر بن فندي الملحم ، والشيخ محمد بن تركي الدهاشمة العمارات ، وشيخ الأشاجعة جاسم المعجل والسوالمة عارف بن جندل ، وبعد السؤال عن أوضاع الساحل وبيروت قال لي الأمير نوري : طمئن الآغا بأن قوافل لبيارتة إلى الديار المقدسة ستكون بأمان وبحراستنا إن شاء الله في طرق البادية . فقلت له : تقصد القوافل الساحلية لا البيروتية فقط يا أمير . فقال : أقصد ما يراه زعيمكم . سلم عليه كبير وقل له دعوة الأمير نوري قائمة دائماً له . فقلت: ودعوته لكم إلى بيروت كذلك يا أبا خفاجي . 

هذا وقد استطاع الأمير نوري أن يصمد في وجه التحالف التركي الألماني في بادية الشام ، وتم اعتقاله من قبل السلطات التركية ، وقد قام المستشرق لويس موزل ، المعروف بالشيخ موسى الرولي التشيكي الأصل ، بالتوسط لدى السلطات الألمانية التركية لفك أسره حين قال لي رجل مسن من الروالة ، عاش تلك الأيام أن الأمير نوري استطاع الهروب من المعتقل وتوجه إلى الصحراء في منطقة الجوف بعد أن حُكم عليه بالإعدام من قبل السلطات التركية . وبعد هذه الحادثة وقف الأمير نوري مع الثورة العربية الكبرى بجهد أكبر ، ودخل مع الملك فيصل ألول دمشق على رأس خيالة كثيرة من الرولة واستحق على ذلك الموقف المنح والرواتب المالية الوفيرة من الملك ، كما تعهد الأمير نوري وعمل على تأمين طرق البادية أمام القوافل التجارية والحجيج ، وكان ذلك من أهم إنجازاته الاجتماعية في ذلك الوقت لعدم وجود وسائل مواصلات حديثة ، وكان أهل المدن بحاجة ماسة لتأمين طرق البادية أمام القوافل البرية . 

ومن مواقف الأمير نوري الشهيرة موافقته على صلح بادية الشام الكبير بين ضنا عبيد وضنا مسلم والذي عقد في المفوضية الفرنسية العليا في بيروت سنة 1929م ، حيث كان بين الحضور أعيان الشام من بدو وحضر وأغلب فروع عنزة من الفدعان والمهيد والسبعة والحسنة الرولة المحلف والوالد علي ، وغيرهم من شيوخ القبائل الشاهدة على الصلح ، أمثال شيةخ طحان النعيمي والجربا والموالي والعبد القادر والفائز ، ومن العاصمة بيروت ابن الآغا الكريدية وعبدالله بيهم وناجي سرسق وغيرهم من أعيان المدن الشامية ، علماً بأن ذلك الصلح يصب في خانة تأمين طرق البادية . 

هذا وقد منح الأمير نوري من الفرنسيين وسام جوقة الشرف من درجة فارس ووسام كوماندور ، بالإضافة إلى مرطزه في البرلمان السوري الممثل الدائم لعشيرته ، ومنزلاً فاخراً في منطقة قرب الصالحية في العاصمة السورية عرف فيما بعد بحي الشعلان ، ويقول بعض الرواة أن مضافة الشعلان مازالت قائمة في ذلك الحي حتى الآن ، وقد توفي الأمير نوري سنة 1942م ونقل جثمانه بسيارة عسكرية في مأتم رسمي إلى بلده عدرا حيث مثواه الأخير .

معلومات

لا يوجد قصائد تم إضافتها بالديوان.
© 2024 - موقع الشعر