معلومات عامة
تمت الإضافة
المعلومات المتوفرة عن الشاعر

الشاعر عبدالله بن علي بن محمد بن دويرج

توفي في " عنيزة " سنة 1365هـ ( 1946م ) شاعر مميز من شعـراء النبط فقيراً معدماً وترك ورائه قصائد يذكرها رواة عصره بإعجاب وتقـدير كبيرين . 

ذلك هو عبدالله بن دويرج وهذه سطور من سيرة حياته الشعرية . 

ولد ] عبدالله بن علي بن محمد بن دويرج [ الملقـب بـ " هـدبان " في قرية الجفن بمنطقة السر بنجد ، ولا يذكر " بندر الدوخي " الذي جمع ديـوان ابن دويرج وقدم نبذة مميزة عنه السنة التي ولد فيها شاعرنا ، ولكن يلاحـظ أنه توفي وقد بلغت منه الشيخوخة مبلغها وبـذا نستطيـع القـول أنه ولد في الفترة الزمنية المحيطة بسنة 1280هـ قبلها أو بعدها بقليل .

ولم يعش ابن دويرج حياة مرفهـة إذ أنـه كـان فقيـراً يحتطب ويجمع الحشيش من البراري ، وعندما انتقل إلى عنيزة لم تتغير حاله كثيراً ويبدو أنه ظل رافضاً التكسب بشعره حتى توفي سنة 1365هـ . 

عايش ابن دويرج بداية دخـول المخترعـات الحديثة وله في ذلك أبيات طريفة مستغرباً محطة تحلية مياه البحر في جدة فقال : 

      يا كثر مــا شـــافوا الإســـلام منهـــم موارٍ قشر 

                           حديد يمشي برجلينه على الرقة والاخر يطير 

      واظهر مكينة تصفّي مــا قـــراح من هماج البحر 

                           لولاه شافه لبيب العقل في عينه جزم ما يصير 

      مكاينٍ جعل من هندس بها لين استوت في سقر‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍! 

                           والى دعـــا الله يغيثه وردّه مالك على زمهرير 

      حنّا إلى صلّح الســـاعة حــــدانا قيل هذا الفخر 

                            هذا الستـاد الفرنجي ما ورا هذا استادٍ بصير 

ومن قصائده قوله مخاطباً ولده " مشعل " الذي كــان يعمل في الحجاز ، ويكثر الشاعر عبدالله بن دويرج من مخاطبته في قصائده ، وهذه إحداها في الشكوى من فقر حاله : 

      مضى العمر انــــا والفقــــر يا شعيل حطّ وشيل 

                           أنــــا أقــــواه يـــوم وبــــاقي الأيام يقواني 

      أديــــر الروابــــــع لـيـــــن يقبــل سمار الليل 

                           إلى رحــــت مــــع ســـوق ابغــــديه لاقاني

      قلبنـــــي ولــــــه مع سـاقتي مثل رجد الخيل 

                           على وصلتـــــي للبــــــاب ولاّه يتنــــــاني 

ويجد القارئ عدداً من المحاورات بين ابن دويرج وشاعر يدعى " عقاب الغرمول " وحيث أن تاريخ الشعر في القصيم لا يعرف شاعـراً بهذا الاسم ، فإن المرجح أن عنيزة وحيداً ، وينصب إبريقاً للشـاي يسميه الغرمول ويظل يشكو الحال له وينظم معه المحاورات . 

ولا شك أن اخترع شخصية هي في الأسـاس عبارة عن " إبريق شاي " طرافة من ابن دويرج ، ومن محاوراتها يقول الغرمول : 

      يا ســـــلامي بـــــك عدّ ما جزّ القنيب الضاري 

                           كلّ مــــا منّـــــه تضــــوّر في رفيـــع القارة 

فرد ابن دويرج : 

      البقا بك عدّ مـــــا هـــــل السحــــاب انهاري 

                           أو عــــدد مـــــا ســــال وادٍ واختلف نوّاره 

فرد الغرمول : 

      ليتني مــــا جيت عــــــانٍ مـــن محلّي ساري 

                           يــــــالله انّـــــك لا تعيـــــد بمثلها تسياره



وكان رد الدويرج : 

      أنت تـــــدعي ميـــــر علّمني وش اللي جـاري 

                           فـــــان بغيت فـــــلا تعلّمني عـرفت الشارة 

وتستمر المحــاورة بين الغرمول والشاعر ويصل التحدي مداه مثل أي قلطة عادية ‍‍!! 

ويقول أبو عبدالرحمن الظاهري : " ابن دويرج ذو صلة بمبدعي الألحان في عنيزة وذو صلة بأمثال ابن شريم الذي رحل إلى الكويت ، ولابد أنه سمع ألحان بادية الحجاز وأقصى عالية نجد لاسيما اللحن الشيباني الذي عرف فيما بعد بالويحاني وهو عدة أدوار ، وابن دويرج ولّد ألحاناً مما سمعه من ألحان الملعبة ولكنه ظـل مشـدوداً بألحان البادية الحجازية وأقصى العالية لا سيما لحن الشيابين " . 

وما نراه أن تجديدات ابن دويرج في الألحان اعتمدت على مزج البحور وتطويل بعضها خاصة مع بحــر الرمل وتفعيلة " فاعلاتن " فهو يتكررها خمس مرات مع تحويل الخامسة إلى " فعلن " ليقول : 

      يا هـــل العيـــرات باكر كان مرّيتوا طوارف خلّي 

                      خبّــــروه اني شكيت الهــمّ والسموح عقب فراقه 

      ما نسيت الصاحب اللي بالمودة والهوى صافٍ لي 

                      جالي اصفى من غدير المقر واحلى من حليب الناقة 

ومن تجديدات ابن دويرج في الوزن قوله : 

      آه مــــن ضربني في يده كفٍّ على خدتي عسراوي

                      ما استحقيت به مير المودة صابرٍ بالخطـــا راعيها 

وتفعيلان الشطر الواحد كالآتي : " فاعلن فاعلاتن فاعلاتن فاعلن فاعلاتن فاعل " . 

ومن المواقف الطريفة في حيــاة في حياة شاعرنا أنه رأي قطاً في بيته رغم خلو البيت من كل أثر للطعام لفقر الشاعر فقال :

      يـــــا بـــــسّ ياللي تـــدور بــــدارنا وش تدور ؟ 

                      تــــرى عوضـــــك التعـب ..مير احتسب للمراح 

      حنّــا مـــــن العــــالم يا كـــــافي علينـــــا دبور 

                      إنحــــر وســـــاع الصحــــون اللي وراهم طياح !

هذه بعض ملامح سيرة شاعر مجدد عاش حياة بائسة وترك تراثاً غنياً .

معلومات

لا يوجد قصائد تم إضافتها بالديوان.
© 2024 - موقع الشعر