يا مالكاً قدري - حاتم منصور

سُبْحانه وَتَعالَى صَانِع القدْرِ
فالْأَمْر فِي يَدِه فِي كُلِّ مُؤتَمَرِ

سبح بِحَمد إِلهٍ كُلَّ ثَانِيةً
يُنَجيك حَمدُك عُمْق الخوْف والْخَطرِ

يَا خَالق الكوْن رُحْماك ، الحيَاة بِنَا
تَمُوج تَخبُو وَتمضِي دُونَمَا أثرِ

رُحْماك يَا صَاحِب التَّحنان ، تخْدعني
غَرائِز النَّفْس والشَّيْطان والْبَشرِ

وَ كُلمَا شَهقَت أَجزَاء أَفئدتي
أَرَاك فِي رِئَتي والرُّوح والنَّظرِ

كُلُّ الخلائق يَا رَبَّاه سَاجِدةٌ
فالْقَلْبُ بِالْفِكْرِ والْإعقال بِالسِّحْرِ

خُلَفاءُ أَرْضٍ بِأسْمَاء تَعلّمها
ومَا اِنشِقاق يَمُومٍ شدُّ مُنْتَصِرِ

إِلَيك يَا عَالِمَ الإخْفاء فِعْلتُنَا
كمَا تجلَّيْتَ تكْوينًا لِمخْتَصرِ

كُلّ السَّماواتِ عَرْشٌ والْفضاءُ لَهُ
بِيبانُ تَفتَحُ لِلْمعْراجِ والسَّفرِ

تَطوِي صحائفَهَا الأرْضُ صَاغِرةً
مِن آمْرٍ أَمرُهُ بِالْقَوْلِ والسُّررِ

صُبْح تَنفّسَ يَا فَجرٌ متى رَكعَتْ
على وُريْقاتِهَا الأغْصانُ لِلْجذِرِ

سُبْحان رَبِّي وَكُل الكوْن فِي يَدِهِ
وَكُل حالٍ إِلَيهِ نَابَتُ البِذَرِ

إِنَّ قلتَ كُنْ فَيكُونُ الفعْل وَاقعةً
هوّنْ صُرُوف القضَا فِي اَلعُسرِ والْيُسَرِ

يَا واحدًا أحدًا يَا ناصراً صَمداً
نَحْن الخطايَا بِهَذا الفضْح مُستترِي

أَطُوف لَيلَكَ والْإشْراقُ يُخْبرُني
يَا نُور عَينِي سرى إِعْجازُهُ بَصري

يَا عَالَم السِّرِّ والْأرْواحِ فِي سفرٍ
فلَا تدعْ وجعي الأثْقالَ فِي وطرِ

رجوْتُهُ رَحمَةً بَيْضاءَ تُنْقذُنَا
مِن العذَابِ على دَرْكٍ وَفِي سقرِ

إِذَا مَرضَت فأنْتَ اَلبُرءُ مِن سقمٍ
يَا شَافيَ السقْمِ ، يَا آلامُ فاسْتعري

مَلكتَ حَاليَ والْإيمانُ يحْملُني
مِن الضَّلَال بِلَا سِرٍّ ولَا خبرِ

سَلمَتُ أَمرِي إِلَيك اليوْم خَالِقُنَا
فغايَتي عَادِلٌ يَا مالكًا قَدرِي

إِن شاء ربُّك جلَّ الصَّعْبِ هوّنَهُ
فاعملْ لِيَومٍ يكون الفعلُ بِالْبُشَرِ

© 2024 - موقع الشعر