سيصليه سقر.... لواحة للبشر... - برادة البشير عبدالرحمان

مقال في أخطاء " تفسير " آيات الذكر الحكيم من القدماء...
ومن نقل عنهم من المؤولين المعاصرين...
( الآية 29 من سورة " المدثر " : --
" سيصليه سقر.... لواحة للبشر ..." ) نموذجا..!!
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
تمهيد منهجي : --
لقد عالجت الإشكال المنهجي الذي اعترض سابقا المفسرين الكلاسيكيين لآيات الذكر الحكيم...ونفس الإشكال يلازم الكثير من " مؤولي " الآيات القرآنية من رواد النهضة والمعاصرين...وذلك في عدة مقالات لي ...وفي كتاب لي-- مسجل بأرقام إيداعه القانونية الوطنية والدولية...-- بعنوان " مقال في غريب القرآن ..مقاربة لسانية إتنولوجية في ضوء نظريتي في التضايف اللغوي "...
ومصدر الإشكال المنهجي يتمثل في :--
☆☆ الجهل بعلاقات العربية الفصحى -- التي تنزل بها الفرقآن -- بشقيقاتها....وأصولها في جنوب الجزيرة العربية...والهلال الخصيب من لهجات ولغات مثل : الآرامية....والفينيقية...والمنظومة ( السومرية -- الأكدية ) وما اشتق منها... كاللهجة الآشورية...والبابلية...والتي دون العلم بها...سيقع " المفسر " في شطط التأويل....
☆☆ إن بالنص القرآني الكثير من الألفاظ والمفاهيم والأسماء والمقاطع التي تدرج على مستوى ( المقاربة اللسانية -- الإتنولوجية ) من غريب العربية ...مثل : قرطاس...وأساطير....وفردوس...و" الأب...بتشديد الباء ورفعها "...و" الجم...بتشديد الميم .... "...ومقاليد...والحور...و" سقر "...و" كوثر " ...و" زقوم "...وفرات...و أبابيل...وهاروت....وماروت...و" زبر ...ولقمان...وأمة...وهبل...و" ودا "...ومناة...وسواع...والعزى...و " قدادا "...داود...و " المروة ( في الحج)..ومكة...وبكة......والطور...وضيزى.../ واللائحة طويلة...
☆☆ أن في القرآن على مستوى قواعد النحو...والصرف ...رواسب للهجات العرب المختلفة...وما له علاقة بقواعد لغات أخرى ...مثل الفينيقية...على مستوى التأنيث ...والتذكير في العاقل وغير العاقل...والجمع بالإشتقاق...وبالميم وبالنون...كما سنفصل القول لاحقا...
تفسير آية ( سقر ...ولواحة للبشر ): --
فد نشر صديقنا العزيز من " وهران " ذي الأصول من " بشار "...الأستاذ ( لوسكي هام )...صبيحة الأربعاء الثالث من شهر العشق آذار الثموزي....مقتطفا من تفسير القدماء للآية (... لواحة للبشر ... ) ...-- عده كاملا غير قابل للتعليق كمعطى صادق بذاته ...كأنه بديهية رباضية يكفي قراءتها فنستوعب معناها...-- باعتبارها تعني : مغيرة للبشر...ومسودة لهم...وأصاف أن العرب تقول : -- " لاحه الحر والبرد والسقم والحزن.... إذا غيره...
ومعلوم أن مقال صديقنا أعلاه...يكرر ما قاله القدماء من المفسرين...حيث كلهم يكررون نفس القول كتكرار " العنعنة " في رواية الحديث الشريف...ولكم نماذج من ذلك :--
□□ لواحة للبشر... من نعوت ( سقر )...
□□ لواحة للبشر....حارقة للجلد...
□□ تلفح...الجلد....
□□ تجعل الجلد أشد سوادا من الليل...
□□ سقر....لواحة للبشر...تغير ألوان جلدهم...
ومعلوم أن صاحب المقال أعلاه لم يورد مصدر الآية ...ولا سياقها ...ذلك أن الآية رقم 29 من سورة المدثر...وسياقها هو : ( سيصليه سقر... وما أدراك ما سقر ....لا تبقي ولا تذر ....لواحة للبشر ...عليها تسعة عشر...)...
والغاية من وضع الآية " لواحة للبشر " في سياقها لأورد كلمة " سقر " وهي من غريب القرآن ذات الأصول في لغات وثقافة الهلال الخصيب ولها امتدادات في الآرامية...والأمهرية... و اللغة الفرعونية...والأمازيغية المعيشة إلى يومنا ....وأصولها في ( المنظومة السومرية -- الأكدية )...والتي سنفصل القول فيها بالحلقة الثانية من مقالنا هذا....
نرجع للآية الكريمة ( لواحة للبشر ):-
إن ما أتى به المفسرون الأوائل ومن نحا نحوهم... لا صلة له بدلالة الآية من قريب أو بعيد ...ولكم البيان : --
□□ ما المقصود ب( لواحة )....؟
من الناحية اللسانية على مستوى التضايف اللغوي بين فونيمات الأبجديات ذات الأصول الموحدة والتي تختلف لهجاتها بفعل هذا التضايف ...نجد أن ( الحاء ) في كلمة " لواحة " تضايف : ( العين....والالف... >>>> وتعطي نفس المعنى....أو معنى بالإشتراك....أو معنى قاموسي مهجور....لم يعد متداولا....)وهذا التضايف يعطينا الصيغ التالية :
♢♢ لواحة....
♢♢ لواعة....
♢♢ لواءة....
وعند حذف تاء التأنيث ... ذات الصلة ب( نار سقر )...
نحصل على الجذر الأصلي للكلمة في ( لوح ) ولوع...ولوء...وكلها لا صلة لها بما قاله المفسرون من حرق الجلد...وتسويده....وتغير صاحبه...
فلوح بمعنى ....أشار ...ونبه...ورمز...وأثار...حسب سياق الكلام....وتدل على التوضيح ومنها ( اللوح المحفوظ ) أي المبين لما يشتمل عليه ...ومنها اللوحة الفنية ...أي الفضاء المفصح عن رؤية ورؤيا الفنان التشكيلي للحياة والإنسان والطبيعة ...ومنها فعل التعدي ...ألح....أي أصر على البيان والتبيين في أمر ما...
ونفس الشيء بالنسبة لصيغة ( لواء....من جذر " لوء....ومنه لواء ....أي علم...أو راية...أو بيرق....يشير ويلوح لشيء ما ....كريم يكرم عابر سبيل...أو رمز حرب...أو دعوى لسلام....
ونفس الأمر بالنسبة لصيغة ( لواع ) فالولع من جنس اللوع واللوعة...وليس هناك فرق كالعلاقة بين " العذاب " والعذوبة ...والحاصل في الإ عتقاق بالخلاف آت من الجهل بعبقرية اللغة العربية في ( الإشتقاق ) المعهود على مستوى التفعيلة....والتي لا تكفي لاستعاب المعنى في البلاغة العربية إن لم نأخذ بعين الإعتبار ما يسميه عبقري اللغة العربية ابن جني ....صديق أبي الطيب المتنبي في موسوعته ( الخصائص ) بالإشتقاق الأكبر....الناتج عن القلب....وتقديم وتأخير الحروف في تركيب الكلمة المكونة من نفس الأصوات كحال ( ل+ و + ع/و... و + ل+ ع )
□□ وما المقصود ب( البشر )....؟
إن كلمة ( بشر ) وما اشتق منها بفعل الآلة الخلاقة للفصحى في الإشتقاقين الأصغر....والأكبر....ذات أصول في اللغة المقطعية السومرية العريقة ...-- وهنا اطرح مشكل الأصل في الكلمة هل مادة ثنائية ام ثلاثية الحروف...لا على نهج النحاة من البصريين أو الكوفيين أو ظواهريي الأندلس كابن مضاء القرطبي....بل أطرح الموضوع على أساس منهج " لساني -- إتنولوجي "....--
فكلمة ( بشر ) مركبة من مقاطع سومرية ثلاثة : --( ب+ ش × ر )....
والباء دالة على البيت والحضن والعش في السومرية....والشين لها دلالات عدة...حسب السياق والنطق...إن نطقت مرفوعة مثل ( شو ) تدل على اليد كما في ( شولال....أي الصلاة برفع اليد للسماء )...ومثل ( شولح ....بمعنى اليد الطاهرة في السومرية )...
وإن نطقت الشين منصوبة ( شا ) دلت في السومرية على " القاب ....واللب....والفؤاد...والكبد...حسب السياق....
والمقطع الثالث( ر....را....ري....رو...) فمن بين ما يدل عليه معنى " النور " في السومرية...
والمعنى التركيبي المجزي ل( ب + ش + ر ) هو " قلب
شا + بيت
ب + النور
ر " أي قلب بيت النور...
وهل أفضل من هذا المعنى لتكريم الإنسان وتبشيره...وجعله بشارا....بالخير...ملوحا له...ورافعا لواءه...وولوعا به...؟؟
تم يومه الأربعاء الثالث من شهر العشق.... آذار عشتار وثموز...../ يتبع
برادة البشير بفاس العامر
© 2024 - موقع الشعر