زوجات مبتكرات - أحمد علي سليمان

لكُنّ شُكْري وتقديري ، ولي أمَلُ
أن يُصْلحَ اللهُ أوضاعاً بها خللُ

للهم فاهدِ اللواتي جُدْن تكرمة
وبَذلُهن – على الخيرات - يشتمل

يا رب أصْلِحْ لهن الدينَ ، أنت لمن
دعاك حباً تُجيب العبدَ يبتهل

أصلحْ إماءَك بالخيور جُدْن بها
فبالصلاح حياة تكتمل

هنّ النساءُ بَذلنَ الخيرَ عن رَغب
حتى يُفِدْن الألى أعيتْهمُ الحِيَل

فكم طبخن طعاماً طابَ مَأكله
وللعيون - إذا ما شاهدَتْ - أكُل

وكم وصَفن صناعاتٍ تحارُ لها
عقولُ قوم ، فشكّوا أنهم عقلوا

وكم زرعْن على السطوح مِن شجر
ومِن نباتٍ به الزهورُ تتصل

وكم خبزن فطيراً سَرّ ناظرَهُ
عذبَ الجمال به كم يُضربُ المَثل

وكم صَنعن بلا كَلٍّ ولا مَلل
بل كَلّ من صبرهن الكَلّ والملل

لهن في الصُنع ترتيبٌ وفلسفة
ونصحُهن سما ، كأنه الغزل

وقد نأيْن عن الإسفاف في شَمَم
إن التي تتْبَعُ الإسفافَ تُرتذل

وقد بعُدْن عن الخضوع في كلم
وكل مَن خضعتْ بالقول تُبتذل

سألتُ ربي لهن الخيرَ أجمعَهُ
ولا يَخِيبُ رجاءٌ فيه أو أمل

رباهُ أصلحْ نساءً جُودُهن بدا
في نفع كل النسا ، كي تُتقى العِلل

مَن لم تكن أبداً منهن مسلمة
يا ربنا فاهدها ، عليك نتكل

مَن لم تكن أبداً يوماً مُحجبة
أدمْ عليها حجابَ الستر ينسدل

مَن للبرايا سوى الديان خالقهم
أكرمْ عِبادَك إن بشَرْعهم عملوا

مناسبة القصيدة

(العبقرية والإبداعُ والابتكارُ ليسوا حِكراً على أحد! بل كُل من جَد واجتهد أعانه الله تعالى ، وفتح عليه ووفقه! وكانت لي جولة مع بعض الفيديوهات الخاصة بالطبخ والكنس ، والصناعة من البيوت على أيدي بعض النساء! فركزتُ على الصناعة والابتكار ، فلما أخِذت بهذا كله ، كانت هذه القصيدة ترجمة لهذا الإعجاب! استحقتْ هذه الزوجات الخبيرات المبتكرات قصيدة تشيدُ بإبداعاتهن! فلقد اتخذن من بيوتهن بإمكانياتهن الضعيفة الهزيلة موئلاً طيباً للصناعة والابتكار والإبداع في شتى الفنون: من طبخ ، وإصلاح للأشياء ، وخبْز ، وغسل ، وكي للملابس والستائر ، وعلاجات للأمراض ، وإزالة للبقع في الملابس والسجاد ، وتصنيع المأكولات والأطعمة ، وتصنيع الأجبان والحلويات ، والمنظفات والصابون ، والحلوى الطحينية والطحينة ، والخياطة والتطريز ، وغير ذلك الكثير ، وإنني لأدعو النساء في الأرض كل الأرض للاقتداء بهؤلاء النسوة في كل ما فيه خيرُهن ، وأجازتْه الشريعة الربانية! كما وأسأل الله أن يهدي هؤلاء النسوة لخير سبيل وأهدى طريق! فمن كانت منهن غير مسلمة أسأل الله تعالى أن يهديها للإسلام ، ومن كانت منهن متبرجة ، أسأل الله تعالى أن يتوب عليها ، ويرزقها الستر الكامل والحِشْمة والوقار! وأن يبارك لهن في أولادهن وأزواجهن وبيوتهن ، وربما يقول قائل: لماذا لم يعجب هذا الرجل بفيديوهات الرجال ولهم ذات الابتكار وذات الهمة؟! وأصدق القول بأنني أعجبتُ كذلك بهم! ولكن فيديوهات النساء كانت أدق وأشمل في الأعم من جهة ، ومن جهة أخرى أنني أعجبني أكثر إحساسهن العالي بالمسؤولية ومساعدة الأزواج ، فأردتُ أن أضرب عصفورين بحجر واحد: أن أثني عليهن وأخص الأخوات ذوات الفيديوهات الصامتة ، وأن أشجع الأخوات في البيوت على الإبداع والابتكار ، خاصة في مَوجة الغلاء العالمية التي تجتاح الدنيا بأسرها! ولقد تكون الفيديوهات الصامتة بلا وجوه ولا صوت أوقع وأجدى وأبعد عن الشبهات والمعاصي! ألا وإن أحد هذه الفيديوهات الصامتة كان عن صناعة الصابون في البيوت بلا صوت ولا وجه ، وإنما كفان بقفازان ، وتظهر المقادير وخطوات العمل مكتوبة على الشاشة ، هذا الفيديو حقق في 3 شهور 38 مليون مشاهدة! وإذن فيمكن للأخوات المؤمنات أن ينتهجن هذا السبيل ، عَرضاً أو استفادة! وأسأل الله تعالى أن أكون مُصيباً في هذا الكلام وأن لا يؤاخذني الله به يوماً! ويشهد الله تعالى أنني ما أردتُ بهذه القصيدة غيرَ وجهه سبحانه!)
© 2024 - موقع الشعر