النفس وظلمات التيه - أحمد علي سليمان

ضاقتِ النفسُ ، وأضناها الشقا
وعليها اليومَ عَز المُرتقى

وادْلهمّ الخطبُ ، سادتْ فتنة
واكفهرّ الحالُ ، إذ غاب التُقى

واستجابتْ للخطايا النفسُ ما
رَدّها وَعظ ، وما أجدتْ رُقى

غرّها التيهُ ، فجافتْ رُشْدَها
وتَجافي الرشد شرٌ منطقا

والمعاصي أحكمتْ تطويقها
وعليها الذنبُ - فوراً - أطبقا

وضميرُ النفس ألقى دلوه
بعد أن أضحى - عليها - مُشفقا

زاجراً نفساً لجوجاً أمعنتْ
في مَهاوي التيه سَيراً أخرقا

إيهِ يا نفسُ ارجعي ، واستغفري
ليس يُبقى التوبُ وزراً مُطلقا

هذه الدنيا ستمضي ، فاعلمي
ولرب الناس – يا نفسي - البقا

كل ما عاينتِ فيها زخرفٌ
ونعيمٌ سوف يغدو عَسْلقا

طلقي يا نفسُ دنياكِ التي
ليس فيها – لتقي - مُرتقى

واصنعي المعروفَ تلقي أجرَهُ
وابذلي الطاعاتِ ، واستبقي النقا

وانصحي قوماً عليها أقبلوا
وافتحي للبر باباً مغلقا

أقصري يا نفسُ ، وانصاعي إلى
ما يُنَجّيكِ إذا حان اللقا

ظلماتُ التيهِ ولتْ وانقضتْ
وعليكِ النورُ حقاً أشرقا

ومليكُ الناس أمْلى من عصى
ربنا هيئ لنفسي مِرفقا

مناسبة القصيدة

النفس وظلمات التيه! (دوماً تأتي على النفس الإنسانية لحظاتُ ضعف ، وفيها يتمكن الشيطان منها! ودوام لومها ، والاستغفار ، والحرص على الطاعات ، واجتناب المعاصي ، والعزم على لزوم الحق ، كل هذه الأشياء مجتمعة تحل هذه المشكلة! وتصبح النفس أقوى في لحظات ضعفها! فإذا بها نفسٌ إيجابية توّاقة إلى فعل الخيرات!)
© 2024 - موقع الشعر