السمط الثمين في حِكمة ابن عثيمين - أحمد علي سليمان

مَن في الذكاء سَما كابن العُثيمينِ؟
أمّنْ يُباريهِ في حَدْس وتخمين؟

أمّن يُجاريهِ في الأدلة انبسطتْ؟
أمّن يُساميه في كيل البراهين؟

لقد تفردَ في العلوم يسردُها
مبيناً ما احتوتْ مِن المَضامين

مُزللاً صَعبَها لمن يُدارسُها
والحقُ فيها مُجافٍ للأظانين

مناولاً علمه الطلابَ محتسباً
ليَسْطروا العلمَ في أنقى الدواوين

أبلى بلاءً عظيماً مثمراً حسناً
والجودُ بالعلم جُودٌ غيرُ ممنون

فكم أبان سبيلَ الحق متضحاً
وراجَ ما قاله بين الملايين

وكم ألانَ عويصَ البحث تحسبُهُ
أحاط علماً بتأصيل وتمكين

وكم ترفع عن دنيا تُسربلهُ
فعافَ زخرفها ، وعاشَ بالدون

وزهدُه الزهدُ في أبهى معالمه
وجودُهُ الجودُ سام غيرُ مفتون

وهيّناً عاش بالتسهيل مُحتفلاً
وكان يُعجبه عيشُ المساكين

لكنه - في بيان الحق - سيفُ هُدىً
فلا سبيل إلى لطفٍ ولا لين

لمّا يكنْ بكتاب الله مرتزقاً
مثل العتاولة البُلهِ القوارين

لمّا يُطوعْ نصوصَ الوحي يُبدلها
بحظوةٍ خبثتْ عند الفراعين

وإنْ أتى خطأ تجدْهُ معترفاً
بما أتاه بدمع منه مَقرون

عليك رحمة رب الناس أجمعُها
وفيضُ رأفتِهِ يا ابن العُثَيمين

مناسبة القصيدة

السمط الثمين في حِكمة ابن عثيمين! (الكتابة عن العلامة الشيخ محمد بن صالح العُثَيمين شرفٌ كبير للناثر والشاعر على حدٍ سواء! ولقد استهوتْني مناقبُ الشيخ الكثيرة! ومن هنا فرضتْ نفسها عليّ في أن أعطر ديواني بقصيدة عن الشيخ وعن مناقبه الكثيرة التي دعا إليها موقفٌ منه في الحرم ، هو إلى الفكاهة والتندر أقرب منه إلى الحكاية والرواية!)
© 2024 - موقع الشعر