المنتقبة الصغيرة! - أحمد علي سليمان

هذي الفتاة المسلمة
العَفة المحتشمة

أخفى الحجابُ حُسنها
فأصبحتْ محترمة

ليستْ تُبالي بالغثا
ولا النفوس المجرمة

بل راهنتْ على المضا
بشرعها ملتزمة

فقاطعتْ تبرجاً
يجعلها متهمة

واستبسلتْ ، وواجهتْ
ما هالها من عولمة

ولقنتْ دروسَها
وصبرُها مقدمة

وأحرجتْ من أسفرتْ
بوجهها مثل الأمة

قالت: نقابي جُنة
وذاك سمتُ المسلمة

يصونني من جوقةٍ
بالمسفرات مغرمة

سترتُ وجهي طاعة
وذاك دين القيمة

والنص دل من تعي
فطبقتْه مُكْرَمة

وطالعتْ أدلة
لكل نص ترجمة

فاستسلمتْ لما تلتْ
بوركتِ من مُعَلمة

للصون والستر دعتْ
بفكرةٍ منظمة

لم تستفز من غوتْ
أمسى لها الحِلم سِمَة

لم تدّرعْ بالجهل ، بل
عن الضلال مُحْجمة

فالأم ربتْها على
آي الكتاب المُحْكمة

وسُنة (الهادي) اقتفتْ
وتلك نعمَ المَكرُمة

وكم سؤال جاوبت
وأحجياتٍ مُفحِمة

وكم لها مِن موقفٍ
وكم لها مِن مَلحمة

وكم لها مِن عِبرةٍ
للتوب كانت سُلمة

وكم لها مِن نبتةٍ
والنبتُ غذى بُرعُمه

وكم بها تأثرتْ
نفسٌ تغشّاها العَمه

وكم عدو جابهتْ
رمى عليها أسهُمه

سلمها الجبار من
كيد العِدا والأنظمة

مناسبة القصيدة

المنتقبة الصغيرة! (إن تربية الفتاة منذ الصغر على الحشمة والوقار هو السبيل الأمثل لمحافظتها على الحجاب في المستقبل! وما أن رأيت الأم المحتشمة المحترمة المنتقبة تسير ، وإلى جوارها طفلة لم تتجاوز السنوات العشر منتقبة محتشمة كأمها ، حتى تولد في خاطري مطلع هذه القصيدة! وقد حكتِ الأم أن ابنتها التي لم تناهز الحُلم ولم يجر عليها القلم تلبس النقاب منذ خمس سنوات تقليداً لأمها! وكانت الأم قد بنتْ شخصية هذه البنت على الكتاب والسنة ، للدرجة التي أصبحتْ فيها تناظرُ ، وترد الشبهات ، وتفحم الخصوم ، وتدافع عن الإسلام ، وتنفعل إذا خولفت السنة! ومن هنا رحتُ أحيي هذه المنتقبة الصغيرة وأحيي أمها التي ربت!)
© 2024 - موقع الشعر