(سَـنْدريلا) - عبدالناصر عليوي العبيدي

تَعَاليْ وَاهْطُلِي مَطَراً وَطَلّا
فَإِنَّ الْمَحْلَ فِي الْأَرجاءِ حَلّا
 
وَإِنَّ الرُّوحَ أَتْلَفَهَا جَفَافٌ
وَلَمْ أَعْرِفْ لِهَذَا اللُّغْزُ حَلّا
 
فطيفك في المنامِ أتى بقربي
فصاحَ القلبُ هَلَّا جئتِ هَلّا
 
تَعَالِيْ غَيْمَةً بيضاءَ حُبْلَى
وَأَلْقِي فِي هَجِيرِ الصَّيف ظِلّا
 
تَعَالي وَازْرَعِي طَلْحَاً وقَمْحًا
بِصَدْرِي أو رياحيناً وَفُلّا
 
تعالي واملئي عَطْشى الخوابي
بماءٍ من رُضَابك قد تَحلّى
 
فتُسْكِرني الشِّفاهُ بغيرِ خَمْرٍ
وقدْ نَضَجَتْ كعُنْقُودٍ تدَلّى
 
تَعَاليْ وَاسْكُنِي أَعْمَاقَ قَلْبٍ
مِنْ الْهِجْرَانِ عَانَى فَاضْمَحَلّا
 
فَفِي سُكْنَاكِ يَزْهُو مِنْ جَدِيدٍ
يَعُودُ الَى الْحَيَاةِ عَسَى وَعَلَّا
 
نَهَارِي فِي غِيَابِكِ بَاتَ لَيْلًا
وَعَيْشي في الورى أمسى مُمِلّا
 
أَقُولُ لِخَافِقِي يَكْفِيكَ تَيهًا
فَلَنْ تَحْظَى بِمَنْ قَدْ كَانَ وَلّى
 
فدعْ عنكَ الهوى قدْ صارَ عبئًا
وأخشى في الغرامِ بأنْ تُذَلَّا
 
وعِشْ حُرّاً طليقاً دون قيدٍ
فكانَ الرّدُّ بالتأكيدِ كَلّا
 
أنا جُزْءٌ لإنسانٍ تَشَظّى
عسى بالحبِّ يغدو الجُزْءُ كُلّا
 
لَقَدْ حَاوَلْتُ لَكِنْ دُونَ جَدْوَى
مَعَ الْإِصْرَارِ حَتَّى الصَّبْرُ كَلَّا
 
سَقَانِي الدَّهْرُ مِنْ أَوشَالِ كَأْسٍ
فَلَا أَرْوَى وَلَا لِلرّيقِ بَلَّا
 
لَقَدْ صُمْنَا طَوِيلًا دُونَ فِطْرٍ
هِلَالُ الْعِيدِ إِنْ تَأْتِينَ هَلَّا
 
وَكُلُّ فُصُولِنَا تَغْدُو رَبِيعًا
إذا ما نورُ وجهك قد تَجلّى
 
سأشْعرُ حينها إنّي أميرٌ
سعيداً حين لاقى(سَنْدريلا)
© 2024 - موقع الشعر