كوني برداُ وسلاماً! (العنسي مع الخولاني) - أحمد علي سليمان

ربّ عيشٍ بذلةٍ وثبورِ
والمنايا تجتاحُ صفو الصدورِ

إن نار الكفر استشاطت سعيراً
ثم طالت عبدَ المليكِ القدير

فاستحالتْ برداً يفوحُ سلاماً
وأريجاً ممسّكاً بالعبير

ليس بعد محمدٍ مِن رسول
فخذوها مِن التقي البصير

لن يقول بما تريدون يوماً
وسيرضى بما رأى مِن مصير

فاضربوا في الجدران كل رؤوسٍ
ألحدتْ في ذات الإله الخبير

واقطعوا بالسكين كل لسان
قال زوراً على البشير النذير

أيها (الخولانيُ) كنتَ مِثالاً
لخليل الرحمن ، يا للبشير

قد رسمتَ للمتقين سبيلاً
يتقون به لهيبَ الشرور

يكسرون به انتفاخ الطواغي
ويدكّون ما لهم مِن غرور

تضحياتٌ بكل غال نفيس
ثم جودٌ بكل مِلك وثير

لن يكون إلا الذي شاء ربي
إن غلبنا فبالقوي النصير

فلماذا تطغى الحياة علينا
ونغرّ بترّهات الغَرور؟

ولماذا نخافُ نار البرايا
ثمّ لا نخشى ما بجوف السعير؟

© 2024 - موقع الشعر