عتاب آل البيت لأهل الزمان - أحمد علي سليمان

كيف تِيكُم يا أهل هذا الزمانِ
يا حُماة الإسلام والإيمان؟

لمَ هذا الخلافُ يُضعفُ صفاً؟
وحِّدوا هذا الصفَ بالإحسان

هل عملتُم بالحق في كل شان
واتبعتُم شريعة الرحمن؟

هل أقمتُم دينَ المليك احتساباً
وانتهجتُم هداية العدنان؟

هل سلكتُم سبيل أهل المعالي
وامتثلتُم ما جاء في القرآن؟

هل أمرتُم بالعُرفِ سراً وجهراً
باصطبار ودِقةٍ وتفان؟

هل نهيتُم عن مُنكر وفق شرْع
باجتهادٍ سام ودون تواني؟

هل شهدتُم شهادة الحق تُجلي
ما اعترى النفسَ مِن دُجى الكُفران؟

هل أطعتُم رب الورى ، واتقيتُم
أن تجوسوا مَزالقَ الطغيان؟

كم ترهلتم وانحرفتُم كثيراً
واتبعتُم مسالك الشيطان

ودعوتُم غيرَ المليك فهُنتم
وتوسلتم بعدُ بالإنسان

وسببتُم أصحاب النبي عياناً
واتهمتُم قوماً بلا بُرهان

كم لعنتم مِن أبرياءَ عِظامٍ
كيف باءوا مِن أهلهم بلِعان؟

كم طعنتم أعراضَ قوم عِزاز
كيف باءت مِن قومها بطِعان؟

وادّعيتم تحريفَ خير كِتاب
رغمَ حِفظ الجبار للفرقان

كم قتلتم مِن أنفس قد برئتْ
وعليها سُحتْ دموعٌ حواني

وإذا السحر راج فيكم طويلاً
منه بُؤتم بذلةٍ وهوان

وفِئامٌ صلاتَهم كم تركوا
هل همُ لم يسمعوا بأذان؟

بعضهم سبُ الدين يُغريه دوماً
ويراهُ الضُلالُ غيرَ مُدان

بعضهم قد خص الزكاة بترْكٍ
زاعماً أن المال في نقصان

بعضهم عق الوالدين اجتراءً
وافتراءً يا خيبة الوِلدان

بعضهم للرباء يَممَ وجهاً
إن أكلَ الربا مِن العِصيان

بعضهم كم أودى بمال يتيم
خابَ سعيُ وليه الشرهان

بعضهم يأتي الفحشَ صُبحاً وليلاً
مُستغلاً رُخْصَ الكِعاب الغواني

بعضهم للخمور أرخى عناناً
هل رشادٌ يُرجى مِن السكران؟

بعضهم للقِمار أطلق كفاً
مُهدِراً أموالَ الفتى في الحان

بعضهم للعراف أنصت طوعاً
ثم بعضٌ أصغى إلى الكُهّان

والنساء حَدِّثْ ، وأجمِلْ ، وفصّلْ
كيف جئن ما ليس في الحُسبان؟

مسفراتٌ في كل صُقع ووادٍ
دون سِتر يقي مِن الذؤبان

هل بهذا السفور عزتْ نساءٌ؟
إنما السترُ زينة النسوان

نحن آلَ البيت الشريف نوَعّي
ونهيبُ بأهل هذا الزمان

سامحونا العتابُ قاس عليكم
واعذرونا جئنا كما الضيفان

رب ضيفٍ لمّا يُجاملْ مُضيفاً
إن هذا لا ، ليس بالإمكان

صدّقونا الحياة أقصرُ مما
تحسِبون ، لا تفرحوا بالأماني

نحن سُدْنا الآنامَ بالدين هذا
واعتصمنا بالواحد الديان

والتزمنا بالشرع ديناً ودنيا
فخُصِصْنا بالأمر والسلطان

ودعونا لله في كل أرض
دعوة للأحرار والعُبدان

أنْ أنيبوا لله رب البرايا
واستجيبوا للراحم الرحمن

فاستجاب قومٌ ، فعاشوا كِراماً
والكِرامُ التقاة أهل الجنان

واعتدى قومٌ ، فلم يستجيبوا
والعُتاة الكِفارُ في النيران

إيهِ أهلَ الزمان جدوا وعودوا
تُرزقون في العيش كل أمان

تُنصرون في كل أمر ونهي
تدخلون الفردوس باطمئنان

تلتقون فيها بقوم سُعدوا
تلتقون بالمصطفى العدنان

نلتقيكم فيها بأطيب حال
ونرى وجه الواحد المنان

رب سلمْ أهلَ الزمان جميعاً
مِن مَهاوي الضياع والخسران

© 2024 - موقع الشعر