أعاصير الهوا - طلال سويعد

أَيْن أَنَا الْيَوْمَ مِنْ ذَاكَ الزَّمَان .
أَيْن صوتُ غَابَ عَنْ سَمِع الرِّضَا
أَيْن عينٌ أَذْهَبَت جَوْر الْجَفَا .
أَيْن اسْم اقْتَسَم ثَوْب الشقا
كَان نَهْرًا بالعواطف ناهلا
ترتوي مِنْه الْمَدَائِن والفلا .
يُطري يُبسا قَد آثَار عَلِيلِهَا .
شُحًّا سَقَاهُ مِنْ عَلِيل وارتوى .
جَوْر الزَّمَان وَقَد أَدَار رحائه
حَتَّى تَنَاثَرَ مِنْ رحائه فِي الثرا
حَبًّا تَطَايَر فِي الرّيَاح دَقِيقَةٌ .
لَم يُبقى مِنْهُ إلَّا حَبًّا قَاسِيا .
عاش كرها يَتَّقِي بِحَيَاتِه .
امْلَأ فِي لَيْلٍ قَدْ يَعُودُ بِالصَّفَا
هَل يُجْدِي نَفْعًا مِنْ رِدَاءٍ هَالِكٌ .
يَجْمَع شتيته مِن أعَاصِير الْهَوَا
© 2024 - موقع الشعر