العيون - صالح مهدي عباس المنديل

لغة العيون ٢٠٢٢
 
 
 
ان العيون صحائف
تُتلى و تتلو للقراء
بعض العيون على النفس ترمي ببلاء
العيون تبوح
ولو احجمت الشفاه
سيوف في اغمادها
تشق الجباه
اذا نطقت افصح من البلغاء
تفضح عن المحبة و البغضاء
تتكلم قبل التفوه
و كأنها لا تحاول الأخفاء
كانها تعطيك ما تريد بلا استجداء
حذار من لحاظها
قد ترمي الفؤاد بلحاظٍ
ما لهن دواء
وصفت عيون المها ،
مكحولة و عيون الظباء
نواعس الطرف يأسرن القلوب على استحياء
او فاتكة الالحاظ
تصيب قلب الفتى بداء
ليس له استبراء
بها يعرف المرء و فيها يسكن اللقاء
ان العيون مرايا تنبيك احاسيس الفتى
أ مثل العيون يخبرك
بما لا تعي كمثل النظر
ان ارادت ستصيبك
لا تخف كما لا يقيك اسباب المنايا الخوف و الذعر
ما هي الا صحائف عليها يكتب القدر
اتدري كيف انها كما العربية و الضمير المستتر
حدق بها و تبصر
ان لنا فيها حاجيات كثر
كيف تنبأك العيون
عن حالة البشر
اتلو عليك ما اخبرتني به العيون
مسكن السحر
اخبرتني بما لا ينشر الحديث و السمر
تحور او تستدير
في غوريهما كالأنجم الزهر
ينبأك البريق فيهما
ما كاد ان يخفيه سر القدر
تخبرك لحاظها عن حديد البصيرة
لا عن حدة البصر
والدهاء و الذكاء او ضحالة الفكر
كحلاء ترميك لحاظها ياسياف الخطر
او حوراء ترشق القلب بوابل النبلِ
كفى الفؤاد منها طعنة نجلاء بالأعين النجلِ
::
هل تأملت عيون اطفال المدينة في دفىء الربيع
تخبرك عن صدق بلا حدود
تخبرك عن الرجاء العيون الحالمات و لا قيود
 
في عيون ابنتيك هل ترى الدفء بلا حدود
غابتان من ظلال تزخر بالخلود
البراءة توعد دون ان تعرف الخوف و لا تدراي نظرات اللئيم. و الحقود
كأنها تواسيني
كل ما مضى يا ابي لابد ان يعود
كانه لابعد هذا اليوم فراق ولا صدود
مان في عينيها كل ما فقدت من اخبار
الأحبة و الجدود
عينيك ام غابتا نخيل بابل سرمدي يحدث عن تاريخ الجدود
::
 
هل دققت في الأحداق ؟ في المواعظ و العبر
حذار من عاديات الدهر تحاملت عليها بسوء الأثر
قد تفتك في قلب الفتى بلا سهم و لا وتر
الذوابل منها حزينة كأجداث الشجر
تنبأك بالماضي الحزين لا بالأمل
ارحم بها ربما اضناها الكدر
عدت عليها حادثات الدهر و الغدر
تخبرك عن صدق الحديث و المكر و الدهاء
تخبآن الكثير و تفصح عن اكثر
تفضح المحب بلا عناء
ربما تحتشد فيها الضغائن
العيون تخبرك بما في القلوب في الخفاء و الجهر
العيون مصائد الألباب و ناقوس الخطر
تعوم في امواج بحر الحياة في اعاليها و ما استقر
© 2024 - موقع الشعر