الأخوة الزائفة! (سُداسيات شعرية) - أحمد علي سليمان

خبّئ البسمة ، هذا أوقعُ
واذبح الفرحة ، أنت الأرفعُ

واقتل الترحيب ، لا تنطق به
وانسفِ التجميلَ ، هذا أروع

واقطع الود الذي أودى بنا
إنما سيفُ التجني أقطع

انتهى عهدٌ تولى بيننا
إنما مات الإخاء الطيع

وعلى الماضي أقم لي مأتماً
إنما هذا مصابٌ مُفجع

إنني أردتْ فؤادي نارُكم
والتعالي منك هذا أفظع

لست والله تساوي حيرتي
أنت غِرٌ لا تساوي صرختي

إنما أنت الشقيق المفتري
وأنا وحدي أعاني حُرقتي

نسبٌ قد رخصتْ أثمانه
ليس والله يُساوي دمعتي

كم من الأعماق قد أعطيته
كي يُربى في مغاني لوعتي!

وكظمتُ الغيظ أرعى ودهُ
ليت شعري ، كم طوتني ثورتي!

كنت أزجي كل خير ، أبتغي
رفع قومي والهُدى والشرعة

يا شقيق الغِل أنت المنتنُ
وضياع الود منكم هيّنُ

قد سبكت الدور ، خففْ نبرة
فلكل الزيف أنت المتقن

غيّر الحبكة هذي ، إنها
كُشفت ، وانجاب فيها المطعن

لست مني لحظة ، يا مفتر
داركم ما عاد فيها مأمن

إن ماء العمر فيها ذاهبٌ
وعذابَ الروح فيها مزمن

وهلاكَ المرء فيها محدقٌ
وسرابَ الوهم فيها يكمن

إن صدق النفس شمسٌ تشرقُ
وعطاءَ الذات خيرٌ يعبقُ

وشقيقَ المرء من يسمو به
وحبيبَ الروح خلٌ يصدق

ليس يوشي لفظة عن خِله
وعلى المحبوب دوماً يُشفق

ليس يسعى خلف دينار ، ولا
يرتضي الشح ، فدوماً يُنفق

يعبد المولى ، ويرضى حكمه
وهْو – بين العالمين - البيرق

شامة تحيا بهدْي وتقىً
وبكل العدل دوماً تنطق

أين من دنياي خلٌ مسلمُ
شامخ العزة ، فيها هيثمُ؟

يبذل المعروف دوماً ، والهُدى
وإذا حُوربتُ ثار الضيغم

ضاحكُ الثغر شقيقٌ وأخ
ينصح الصحب عليهم يحلم

راشد الرأي ، صريحٌ في المَضا
وله وسْط البرايا مَعلم

ينثر النور على عمر الفتى
ويبيد الشر لا يستسلم

رب فارزقنا صديقاً مُؤمناً
وفِداه الروحُ ، صِدقاً والدم

© 2024 - موقع الشعر